“المركزي” بصدد إطلاق استراتيجية جديدة للاشتمال المالي
هلا أخبار – أكد نائب محافظ البنك المركزي الأردني، الدكتور عادل شركس، أن رقمنة الاقتصاد أصبحت أولوية لا تتقدمها أولوية لدى مختلف دول العالم، وضرورة حتمية للنمو الشامل والاندماج في الاقتصاد العالمي.
وأضاف، خلال افتتاحه المؤتمر العلمي الدولي السنوي 17 لكلية الأعمال في جامعة الزيتونة، تحت عنوان: “الاقتصاد الرقمي وتحليل الأعمال”، أن جائحة فيروس كورونا أظهرت أن الدول التي تمتلك اقتصاداً رقمياً متطوراً كانت الأقل تأثراً بتداعيات الإغلاقات الاقتصادية والتباعد الاجتماعي، والأسرع عودة للتعافي من تداعياتها.
وأشار شركس إلى أن البنك المركزي عمل على تطوير البنية التحتية للقطاع المالي، بما فيها أنظمة الدفع الإلكتروني، التي تُشكل العمود الفقري لعملية التحول إلى الاقتصاد الرقمي، من خلال توفير خدمات مالية رقمية تُمكن من الانتقال من بيئة دفع ورقية إلى بيئة دفع إلكترونية.
وبين أن وسائل الدفع الإلكتروني كان لها دور كبير في ضمان استمرارية عملية تدفق الأموال في الاقتصاد خلال الجائحة والإغلاقات الاقتصادية في العام الماضي، إذ بلغت قيمة حركات الدفع المنفذة عبر نظام اي فواتيركم خلال عام 2020 حوالي 5ر7 مليار دينار، بينما بلغت قيمة العمليات المالية المنفذة من خلال نظام الدفع بالهاتف النقال “جوموبيه” حوالي 1ر1 مليار دينار.
وأشار إلى أن البنك المركزي قام بإنشاء المختبر التنظيمي للتكنولوجيا المالية؛ بهدف إيجاد حاضنة لرواد الأعمال لدعم وتشجيع الابتكار والتطوير في مجال التكنولوجيا المالية، مبينا أن البنك يدعم المبادرات والابتكارات التي تستخدم أحدث التكنولوجيا العالمية بما في ذلك تكنولوجيا” بلوكتشين” مع الأولوية للتطبيقات التي تعزز من إمكانية الوصول إلى الخدمات المالية الرقمية بيسر وكفاءة وأمان.
وعلى صعيد توجهات البنك المركزي في تطوير حلول التكنولوجيا المالية والخدمات المالية في القطاع المصرفي، قال شركس إن البنك المركزي بصدد إطلاق استراتيجية جديدة للاشتمال المالي، والذي يُعد فيها تطوير الخدمات المالية الرقمية ركنا أساسيا من أركانها، وذلك بعد انتهاء الاستراتيجية السابقة، مضيفا أن لدى البنك توجها نحو تنظيم البنوك الرقمية المتكاملة في المملكة والتي ستكون أحد الأذرع للبنوك المرخصة القائمة حالياً بحيث تقدم خدماتها المصرفية كاملة عن بعد دون حاجة العميل لمراجعة البنك.
وأكد أن البنك المركزي يولي العملات الرقمية الصادرة عن البنوك المركزية أهمية كبيرة، إذ أنه يدرس هذه العملات من مختلف الجوانب المتعلقة بها بعناية فائقة، سعياً منه نحو المساهمة في رقمنة الاقتصاد الأردني ككل، مشيرا إلى حرص البنك على تعزيز التعاون وتوطيد العلاقات مع مختلف الجامعات الأردنية وتوظيف هذا التعاون في تحقيق التناغم بين البحث العلمي والأكاديمي والتطبيق العملي.
من جهته، قال رئيس الجامعة، الدكتور محمد المجالي:” إن انعقاد هذا المؤتمر في جامعة الزيتونة يأتي متزامناً مع احتفالاتنا بمئوية الدولة الأردنية، ولعل ما حققه الأردن من إنجازات عظيمة يؤكد أننا في الأردن نسير بهمة عالية، نصنع المجد، ونبني بعزيمة الأوفياء، ونعدّ العدّة من أجل مستقبل مشرق يحمل معه الأمل لجيل مؤمن بقيمة العمل الصادق ويتطلع لمزيد من الإنجازات”.
وأضاف أن الجامعة دأبت منذ تأسيسها على عقد مؤتمرات علميّة سنوية في مختلف تخصصاتها، وأن عنوان هذا المؤتمر عنوان حداثي في مضمونه وشكله، وقد اختيرت محاوره بدقة وعناية، وجاءت منسجمة مع أهداف المؤتمر.
وأشار إلى أن المؤتمر تطرق إلى عدة محاور مهمة منها: تحليل الأعمال في المالية وإدارة المخاطر، وتحليل الاقتصاد الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الرقمية وتطبيقاتها ذكاء الأعمال، والتسويق الرقمي وغيرها من المحاور، مضيفا أن عدد الأبحاث التي قبلت في المؤتمر بلغت 57 بحثا سيتم نشرها قريباً في مجلات علمية مرموقة.
ويشاركُ في المؤتمر الذي يستمر لمدة 3 أيام باحثونَ من: الولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا، وكندا، وفرنسا، وبولندا، والدنمارك، وأوكرانيا، وبلغاريا، والهند، والباكستان، وتركيا، وماليزيا، وألمانيا، وفيتنام، وكوسوفو، وبنغلادش، والعراق، وفلسطين، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، وعُمان، والمغرب، وتونس، ومصر والجزائر، بالإضافة إلى مشاركة باحثين من الجامعات الأردنية.