تمكين الشباب بيئيا… كيف يكون

الدكتورة منى يعقوب هندية

حماية البيئة والحفاظ عليها وعلى استدامة مواردها يأتي في المرتبة الأولى للحفاظ على المجتمع. ولهذا المفتاح لتحقيق الاستدامة والحفاظ على سلامة البيئة يكون في تفعيل دور الشباب في المشاركة في حماية البيئة.

الممارسات الخاطئة بحق البيئة والتي مازالت مستمرة بحاجة إلى توعية أكبر وجهود متكاتفة لتحقيق نتائج ايجابية، وعليه القضاء على كل الممارسات الخطأ في حق البيئة.

إن أهمية إنشاء مجموعات شبابية للتأثير في الفئات العمرية الشبابية والصغار، وزيادة الوعي البيئي في المجتمع الشبابي أمرا لا بد منه.

وللأسف المؤسسات المعنية بالبيئة لا تقوم بدورها بشكل فعال، إذ لم نشهد حملات توعوية في الجامعات أو المدارس بهذا الشأن، رغم أن التركيز يجب أن ينصب على هذه الفئة بشكل أكبر لتحقيق نتائج ايجابية حول البيئة.

وأشارت الدكتورة هندية إلى أنه أن الحفاظ على البيئة مسؤولية الجميع، والشباب طاقة لا يمكن الاستغناء عنه في العمل البيئي، فالدور المطلوب منه كبير، سواء على المستوى الجامعي أو المجتمع الخارجي، وبالأخص الشباب الذين يملكون الوعي البيئي، فعليهم توظيف ذلك بنشر ثقافة البيئة للحفاظ على البيئة من خلال ممارسات حقيقية، ونقل السلوكيات البيئة الصحيحة إلى أهله وأصدقائه، والمساهمة في إلقاء المحاضرات التوعوية والتعريف بكيفية الحفاظ على البيئة، والتوعية بالاثر السلبي للنزعة الاستهلاكية وأثرها على البيئة، والاهتمام بالتدوير والتحريج وتعزيز أهمية تخضير سطوح المنازل لتقليل درجة الحرارة وثاني أكسيد الكربون، على سبيل المثال.

إذا أردنا زيادة إشراك الشباب في الحفاظ على البيئة، فإننا بحاجة أيضاً إلى تغيير منهجي أوسع نطاقاً.

ويشمل ذلك، على سبيل المثال، زيادة إدماج الشباب كقادة وإسداء المشورة لهم من خلال المؤسسات المحلية والوطنية والدولية؛ وزيادة الروابط بين الشباب والمجتمع المحلي؛ وتعزيز التمويل للقيادات الشبابية المؤهلة.

إن إنشاء شبكة وطنية لحماية البيئة يديرها مجموعة من الشباب تحث على إدراج القضايا البيئية في نظم التعليم بطريقة شاملة،وبناء القدرات في المؤسسات التعليمية، وتطوير التعلم القائم على الألعاب واشتراك العديد من الطلاب في المبادرات التي يقودها الشباب والتي تؤثر بشكل إيجابي على مجتمعاتهم.

كما توفر الشبكة للشباب تدريباَ في مجال المحافظة على البيئة وتطوير المشاريع المبني على الاقتصاد الاخضروالانتاج الانظف والصفر الكربوني.

وعلى الشباب تحديد التحديات البيئية الوطنية، ويقدمون مقترح مشاريع للحصول على الدعم التقني والمالي، وذلك من أجل العمل على إيجاد حلول للنقل المستدام والتصحر والتلوث للوصول الى حلول مثل المدن المرنة في ظل التغيير المناخي وتطبيقات المدن الاسفنجية.

وبينت الدكتورة هندية إلى أنه لابد من تقديم مبادرات يقودها الشباب تتراوح بين إعادة تحريج اشجار السماق واشجار الاخشاب المستدامة  وزراعة الليف والبنجر السكري وغيره.

وهذا يدعم ايضا بأنخراط الشباب في جميع البرامج التطوعية لحماية البيئة. والعمل مع الشباب “كعلماء المستقبل” يتم تعليمهم كيفية إجراء البحوث وجمع البيانات لصالح إدارة البيئة والمحميات وحماية انواع الكائنات المهددة من الانقراض، وكيفية المساعدة في تعزيز الأنشطة الاقتصادية المستدامة، مثل السياحة البيئية.

ومع مرور الوقت هؤلاء العلماء الصغار والمتطوعين يمكنهم الوصول إلى المناصب القيادية والمساعدة في إدارة الأنشطة والمشاريع والبرامج.فالشباب يخرجون بالفعل بحلول مبتكرة لأكبر التحديات.

وهكذا، فإن الاستفادة من الشباب في الاردن – الذين يبلغ تعدادهم حوالي 2.04 مليون نسمة من مجموع سكان الاردن المقدر لنهاية عام 2018، أي خُمس السكان في المملكة هم من ضمن فئة الشباب في الفئة العمرية (15-24) سنة- وقدرتهم وإمكاناتهم على الابتكار والإبداع تأتي في الوقت المناسب للغاية.





هلا اخبار عبر اخبار جوجل
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق