الرواشدة: الربط الكهربائي يشكل نواة لسوق عربي مشترك
هلا اخبار – يسعى الأردن لأن يكون مركزا إقليميا لتصدير الطاقة من خلال مشروع الربط الكهربائي بين المملكة ودول الجوار واستغلال موقعه الجغرافي في عبور الطاقة الى العديد من الدول.
وتأتي مساعي الاردن في ظل تسارع وتيرة الربط الكهربائي بين الدول العربية، بهدف تعزيز استقرارية النظام الكهربائي العربي، اذ يعد الربط الكهربائي بوابة لاستعادة التعاون العربي المشترك وتحقيق التكامل الطاقي.
وبهذا الخصوص اكد مدير عام شركة الكهرباء الوطنية المهندس امجد الرواشدة، أهمية الربط الكهربائي العربي لتعزيز استقرارية الأنظمة الكهربائية في الدول المرتبطة ورفد اقتصاد هذه الدول بقيمة مضافة وايصال خدمة التيار الكهربائي للمناطق غير المخدومة.
وقال لوكالة الانباء الأردنية (بترا)، إن مشروع الربط الكهربائي يشكل نواة لسوق الكهرباء العربي الذي يلعب فيها الأردن دورا إقليميا مهما في تبادل الطاقة باستغلال موقعه الجغرافي بين الدول العربية.
واضاف ان مشروع تعزيز الربط الكهربائي بين الأردن والعراق وبين الأردن ومصر يسير وفق خطة وبرنامج زمني محدد، واصفا شبكة الربط الكهربائي بين الأردن والعراق ومصر بانها انموذجا يحتذى للربط الكهربائي الناجح بين الدول العربية، وهو ما اكده المؤتمر العام السابع للاتحاد العربي للكهرباء الذي عقد مؤخرا في الدوحة.
واشار الى ان العمل جار على مضاعفة حجم الكهرباء المصدرة إلى شبكة كهرباء القدس، من خلال تشغيل محطة الرامة الكهربائية صيف هذا العام لزيادة كميات الطاقة الكهربائية المصدرة من 40 ميغاواط حاليا الى 80 ميغاواط وفق الاتفاقية الموقعة بين الجانبين.
وبين أن كوادر شركة الكهرباء الوطنية تعمل على إنجاز مشروع المحطة بهدف تعزيز التعاون بين الأردن وفلسطين برفع كمية الطاقة المصدرة لشركة كهرباء القدس لتغطية احتياجاتهم.
واوضح الرواشدة، أن تبادل الطاقة من خلال الربط الكهربائي العربي والإقليمي جاء نتيجة لما حققه الأردن من نقلة نوعية في مجال التوليد واستقرار الشبكة الكهربائية، لافتا الى توافق مساعي المملكة مع توجهات الاتحاد العربي للكهرباء لإنشاء سوق لقطاع الكهرباء العربي وتعزيز التعاون مع منظمة التعاون العالمي لتنمية الربط الكهربائي لتسريع الربط العابر للحدود ونشر الطاقة المستدامة وإنشاء شبكة ربط كهربائي عالمية بحلول عام 2050.
واكد انه ولتحقيق ذلك قام الأردن بالتعاون مع مصر وهيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي بصياغة مذكرة تفاهم تؤطر أسس تنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين شبكة الكهرباء الخليجية وأوروبا عبر الأردن ومصر.
وفيما يتعلق بالربط الكهـربائي الاردني السعودي، اشار الى انه تم الانتهاء من إعداد الدراسات الفنية والاقتصادية الخاصة بالمشروع، وتم توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين ممثلة بوزارة الكهرباء السعودية ووزارة الطاقة والثروة المعدنية، بهدف تفويض الشركات المعنية في كلا البلدين لإعداد اتفاقيات الربط، واختيار النموذج الافضل لتمويل المشروع.
وحول تزويد لبنان بالكهرباء من الشبكة الأردنية، قال ان الاردن وقع مع لبنان وسوريا عقد تزويد الطاقة الكهربائية واتفاقية العبور اللازمتين للبدء بتزويد الطاقة الكهربائية من الأردن الى لبنان عبر الشبكة الكهربائية السورية.
وبحسب تصريحات سابقة لوزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة، جاءت هذه الاتفاقية في اطار مساعدة الأخوة اللبنانيين لسد جزء من احتياجاتهم من الطاقة الكهربائية.
وقال الخرابشة، إن توقيع مثل هذه الاتفاقيات يأتي ضمن سلسلة مشاريع تقوم بها شركة الكهرباء الوطنية لتعزيز منظومة الربط الكهربائي مع الدول العربية المجاورة، ما يحقق منافع فنية واقتصادية ويعزز من موثوقية الأنظمة الكهربائية المرتبطة ويسهم في السعي نحو تكامل البلدان العربية لتحقيق سوق كهرباء عربية مشتركة.
من جهته، اكد المدير العام السابق لشركة الكهرباء الوطنية المهندس عبدالفتاح الدرادكة، ان نجاح الدول الاوربية في تبني حجم كبير من الطاقة المتجددة كان بسبب وجود ربط كهربائي بين هذه الدول بالاضافة الى ان جزءا كبيرا من الطاقة المتجددة لديهم، مائي اي توليد الكهرباء من محطات الكهرومائية.
وقال إن هذا النوع من المحطات يعتبر متجددا ويساعد في التحكم في توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة الاخرى كالرياح والشمس، حيث تبرز اهمية الربط الكهربائي في استقرارية التوليد لكل بلد من البلدان المترابطة على اساس انه مصدر توليدي موجود على الحدود سواء كان هناك تبادل طاقة او لم يكن، كما يساعد الانظمة المترابطة في توفير احتياطي توليدي دوار لمواجهة الحالات الطارئة مثل خروج مفاجئ طارئ لمحطة او وحدة توليد كهربائية، وكذلك فإن الربط الكهربائي يساعد في استيعاب المزيد من انظمة الطاقة المتجددة.