الملك حقبة جديدة بثلاث عناوين

د. حازم قشوع

هنأ جلالة الملك الأسرة الأردنية الواحدة بعيد الاستقلال المجيد وحدد مضامين الحقبة القادمة بعناوينها الثلاثة وهي الحقبة التى سيستهل فيها الأردن مسيرته في المئوية الثانية والتى ستبدأ مع وقف العمل بأوامر الدفاع وستتكون من الانتهاء من إعداد برنامج الإصلاح الاقتصادي والإداري والشروع بتنفيذ برنامج الإصلاح السياسي.

وبهذا يكون الأردن قد طوى صفحة الوباء بسياساته الاحترازية الاستدراكية وانتقل إلى منزلة المبادرة والمشاركة والتفاعل البناء مع دخول المؤسسة الحزبية كركن أساس فى المشهد السياسي القادم وهو ما يعول عليه برنامج الحديث في إرساء قواعد جديدة تطال تركيبة بيت الحكم فى مجلسي الأعيان والنواب وكما في الحكومة.

وهو الانتقال الذي سيسمح بتغير نمطية تشكيل الحكومة من على وقع روافع ديموغرافية وجغرافية إلى روافع سياسية حزبية بما يجعلها قادره على تغيير الصوره النمطيه من حلتها التقليدية التي كانت عليها فى المئوية السابقة إلى منهجيه جديدة تجعلها قادره على تقديم الدولة الأردنية لرسالتها الحديثة مع دخولها فى المئوية الثانية وهو مدخل جديد سيشكل عناوين جديدة فى التعاطي مع بناء التكوين الذاتي ليكون أكثر قدرة على التعاطي مع المتغيرات الموضوعية التي ما فتئت تحمل رياحا عكسية تعيق شراع التنمية وتبعده عن إرساء مراسيه.

بوصلة الأداء في بيت الحكم أصبحت واضحة بالمنطلقات والاستهدافات ومبينة بالمنهجية ومحددة بالسياسات التي ستأتي من مضمون البرامج الإصلاحية بالعناوين الثلاثة فى المسارات السياسية والاقتصادية والإدارية وتهدف للارتقاء بالمستوى المعيشي للمواطن وللحد من ظاهرة الفقر والبطالة وتسهم بمشاركة أوسع فى بيت القرار وتعمل على الارتقاء بمنظومة العمل الإداري لتكون أكثر استجابة وموائمة بين القطاعين العام والخاص وهى الجملة التى تم إعدادها للمرحلة الجديدة مع دخول الدولة الأردنية للمئوية الثانية وأما عن غايتها فيمثلها تعزيز عامل الثقة بين المواطن ومؤسسات بيت القرار في الحكومة والأعيان والنواب.

رسالة جلالة الملك فى عيد الاستقلال تحمل برنامج عمل ورسالة تغيير فى المنهجية وطريقة العمل وتحمل إرادة بناء تقوم على تشييد مشروع الإنجاز بكل عناوينه وهو المشروع الذى سيقوم على طي صفحة وفتح صفحة من مسيرة الدولة لكن ضمن مفردات استراتيجية وأسس برامجية تنهي سياسة الاجتهاد لاستجابة العامل الذاتي للظرف الموضوعي وتقدم برنامج عمل يقوم على تعظيم مسارات العمل مهما تغيرت الظروف الموضوعية أو عملت الرياح الإقليمية من انعكاسات فإن البرامج الذاتية يجب أن تحصن ببرنامج ممانعة يحافظ على ذاتية المعنى ومضمون النهج وهي استراتيجية عمل جديدة يريد إرساءها جلالة الملك مع دخول الأردن للمئوية الثانية.

وبإعلان جلالة الملك عن عناوين والمرحلة الجديدة بعناوينها الثلاث يكون الأردن على أبواب رسالة تغيير عميقه قد تطال بيت السلطة كما تطال بيت الحكم لكنها حكما ستعزز مضمون الاستقلال بعمق الذاتي فإن مشروع الإنجاز أنهى مرحلة الإعداد ودخل فى مرحلة التنفيذ التى ستقود الأردن لأعلى منزلة.





زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق