الاحتلال يتحالف مع المتطرفين اليهود لتصعيد اقتحامات الأقصى

هلا أخبار – رصد برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، تحالف شرطة الاحتلال مع المتطرفين اليهود لتصعيد اقتحامات المسجد الأقصى المبارك ومحاولة تغيير الوضع القائم في الأقصى في ظل وجود حكومة يمينية متطرفة.

وأوضح البرنامج في تقريره الأسبوعي المصور في القدس أنه في الوقت الذي يتم فيه تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة المتمثلة باعتلاء الصهيونية الدينية سدة الحكم، تعالت أصوات الجماعات اليهودية المتطرفة منادية للتصعيد في المسجد الأقصى المبارك، من خلال عقد اجتماعات مع شرطة الاحتلال لزيادة أعداد المقتحمين لأولى القبلتين وتغيير الوضع القائم فيه للفترات المقبلة.

وأشار التقرير إلى أن الجماعات اليهودية المتطرفة أطلقت دعوات لاقتحام المسجد الأقصى المبارك في الثامن عشر من الشهر الحالي، فيما يسمى بـ (عيد الأنوار) اليهودي، حيث طلب المستوطنون من شرطة الاحتلال السماح لهم بإدخال الشمعدان وإضاءة شموعه داخل باحات المسجد.

وقال التقرير إنه في الوقت الذي تطلق فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلية العنان للمتطرفين اليهود باقتحام المسجد الأقصى المبارك والسماح لهم بانتهاك حرمته من خلال أداء صلوات تلمودية وممارسة الانبطاح الملحمي على أبوابه، ضاعفت شرطة الاحتلال من أوامر الإبعاد والاعتقال بحق المقدسيين بسبب وبدون سبب، حيث شهد هذا الشهر الكثير من أوامر الإبعاد والاعتقال بهدف إخلاء المسجد الأقصى من المسلمين. وأضاف أن موظفي الأوقاف الإسلامية لم يسلموا هم أيضاً من “عربدة” شرطة الاحتلال التي صعدت من وتيرة اعتقالهم وإبعادهم عن المسجد أثناء تأديتهم لعملهم، لافتاً إلى أنها تعمل في الآونة الأخيرة على تضييق الخناق على دائرة الأوقاف في القدس وموظفيها بشكل كبير ومن خلال العديد من الممارسات، كخلع خزانة الإطفاء بحجة التفتيش، بحسب ما أكد الموظف في دائرة الأوقاف خالد الغول، الذي أضاف أن شرطة الاحتلال قامت باعتقاله والتحقيق معه ومن ثم إبعاده عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة لاعتراضه على عملية التفتيش.

الناشط المقدسي زكي أبو طاعة، قال إن مطامع أمناء الهيكل واليمين الإسرائيلي المتطرف في ظل هذه الحكومة المتطرفة وتأييد الشارع الإسرائيلي لهذا العنف والتطرف، تتجه نحو الأقصى، لافتاً إلى أنهم ينظمون حالياً رحلات خاصة بعيد الأنوار اليهودي، ويصعدون في مطالبهم بزيادة عدد الاقتحامات وأعداد المقتحمين.

والتقى البرنامج الذي يقدمه الزميل الإعلامي جرير مرقة، عبر اتصال فيديو من القدس، بالمحلل السياسي والخبير في شؤون القدس، محمد جاد الله، الذي أكد أن المقدسيين سيواجهون في الأيام القادمة أمورا صعبة وممارسات أسوأ مما كانت عليه في السابق، وأن على المقدسيين في المرحلة القادمة التحصن جيداً من أجل دفع وردع هذه الممارسات، مشيراً إلى أن الفلسطينيين يقفون أمام تشكيل حكومي صهيوني متطرف ومجموعة عنصرية ترى أنها “تملك الحق” في كامل فلسطين التاريخية، وتدرك أن سيطرتها على فلسطين التاريخية لا تتم إلا بحسم معركة القدس المتمثلة في السيطرة على المسجد الأقصى المبارك.

وأشار جاد الله إلى أن ممارسة المتطرفين اليهود للانبطاح والطقوس التلمودية في المسجد الأقصى تتيح لهم التخيل بأن المسجد غير موجود، وأن قبة الصخرة قد تم تدميرها وأنهم استطاعوا إقامة هيكلهم المزعوم، مضيفاً أن هذه الفترة سوف تجهد جمهرة كبيرة واقتحامات كبيرة “مدفوعة الأجر” من قبل الحكومة، ما يعني أنها ستدفع بالمستوطنين من جميع أرجاء فلسطين التاريخية لكي يقتحموا المسجد الأقصى.

وأكد جاد الله من خلال عمله طبيباً في عيادة الطوارئ في المسجد الأقصى أن أعداد المصلين الفلسطينيين الذين يأتون للصلاة والزيارة تزداد يوماً بعد يوم، وأنهم يبقون في ساحات المسجد لساعات طويلة، ما يؤكد أنهم يدركون ما يحاك للمسجد من خطط وما يحدق به من أخطار، كما أنهم يملكون من القوة والاستعداد للتضحية من أجل المحافظة على هذا المكان المقدس لأنه عنوان المعركة الكاملة والصراع مع المحتل، لافتاً إلى عدم قدرة اليسار الإسرائيلي على التأثير في السياسة الإسرائيلية الماضية في التصعيد.

كما شدد في نهاية حديثه على أن الخيار الوحيد أمام الفلسطينيين حالياً هو المقاومة، بعد أن أدار العالم ظهره لقضيتهم.
–(بترا)





زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق