“كايسيد”: الإعلام شريك أساسي في بناء السلام وتعزيز مفاهيم الحوار
هلا أخبار – قال الأمين العام لمركز الحوار العالمي للأديان “كايسيد”، الدكتور زهير الحارثي، إن وسائل الإعلام شريك في بناء السلام وتعزيز وتطبيق مفاهيم الحوار بين أتباع مختلف الأديان في المنطقة العربية، مشيرًا إلى ضرورة ترسيخ دور الصحافة الاستقصائية في معالجة أهداف التنمية المستدامة من أجل بناء جاد للسلام وتحقيق دور فاعل في صناعة السياسات وطرح الحلول.
وأضاف أن المركز يتبنى سياسة منفتحة على التعاون مع وسائل الإعلام والإعلاميين كافة في المنطقة العربية، مشددًا على أن الإعلام هو الركيزة الأساسية في أي تقدم ترجوه المنطقة العربية وأي حوار تسعى إليه.
وأوضح الحارثي، في تصريحه اليوم الأربعاء، أن أحد الدروس المستفادة من خلال عمل المركز في السنوات الماضية على امتداد المنطقة العربية والعالم أنه لا يمكن لنا مواجهة التحديات التي تعترض تعزيز التعايش السلمي وبناء التماسك الاجتماعي وعلى رأسها مواجهة خطاب الكراهية والعنف الناتج عنه، دون العمل يدًا بيد مع الإعلام والإعلاميين.
وشدد على أن الهدف الأساسي في مشاريعهم في كل المناطق التي يعمل بها المركز هو بناء شراكة استراتيجية مع الإعلام والإعلاميين كشريك أساس في مسيرة الحوار وبناء مجتمعات سلمية وأكثر استدامة، مشيرا إلى أن برنامج صحافة الحوار الذي تميزت به الدورة التدريبية التي اختتمت يوم أمس في عمان يعد بداية الطريق في مسيرة طويلة لبناء هذه الشراكة.
ولفت إلى أن الورشة التدريبية لبرنامج كايسيد “زمالة الصحافة للحوار”، والتي استمرت على مدار 5 أيام في العاصمة الأردنية عمان، جاءت بالتعاون مع منصة الحوار والتعاون بين القيادات والمؤسسات الدينية المتنوعة في العالم العربي، حيث تم تخريج دفعة جديدة من الصحفيين ضمت 27 صحفيًا من 11 دولة عربية.
وأشار إلى أن هذه هي الورشة هي الثالثة بعد ورشتين أقيمتا في تونس ولشبونة، امتدتا لعام كامل، بهدف دعم الصحافيات والصحفيين وتوجيههم نحو تعزيز القيم الصحفية التي تتوخّى الدقة والموضوعية، واحترام التنوع العرقي والديني، وتعزيز مهاراتهم في سرد القصص وإعداد التقارير المتعلقة بقضايا التنوع الديني وبناء السلام في مختلف المجتمعات.
من جانبه، قال مدير برامج “كايسيد” في المنطقة العربية، وسيم حداد، إن هذا البرنامج هو جزء أساسي من التزام المركز وشركائه في المنطقة بالتعاون مع الإعلام في العمل لتعزيز المواطنة والعيش المشترك ومواجهة خطاب الكراهية، آملا أن يكون هذا المشروع خير مثال على الدور الأساسي الذي نسعى جميعا إلى أن تقوم به المؤسسات الإعلامية والدينية و بالتعاون مع المؤسسات المحلية والوطنية كشريك أساسي لصانعي السياسات.
وأضاف حداد أن حاجتنا لذلك تزداد في الأوقات التي تعاني فيها المجتمعات من تحديات كبيرة، لما لها من ثقل وتأثير كبير في التعامل مع هذه القضايا بجدية كبيرة، لأن لدينا مسؤوليتنا الإعلامية والدينية والوطنية والأخلاقية في بناء مجتمعات أكثر تماسكاً.
يشار إلى أن برنامج زمالة الصحافة للحوار الذي شارك فيه 27 صحافيا من 11 دولة عربية، يهدف إلى معالجة حالات تغطية بعض وسائل الإعلام غير المهنية للقضايا الدينية والعرقية والنزاعات في المنطقة على مدى السنوات الماضية، والتي أدت إلى تنامي خطاب الكراهية وتأجيج المشاعر العدوانية بين أفراد هذه المجتمعات، بالإضافة إلى بناء جسور السلام وكسر حواجز الانقسام والتمييز.
يشار إلى أن مركز الحوار العالمي “كايسيد” هو منظمة حكومية دولية أسست من قبل الدول الأعضاء، وهي جمهورية النمسا والمملكة العربية السعودية ومملكة إسبانيا والفاتيكان بصفة مؤسس مراقب، ويعد المركز جهة ميسرة ومنظمة للاجتماعات.
وتتمثل رؤية المركز في الإسهام في إيجاد عالم يسوده الاحترام والتفاهم والتعاون والعدالة والسلام والمصالحة بين الناس، وإنهاء إساءة استخدام الدين لتبرير القمع والعنف والصراع.