هل يعود برج بيزا إلى وضع الاستقامة؟

هلا أخبار – يزور الآلاف من السياح برج بيزا المائل كل عام، وغالبا ما يلتقطون صورا لهم وهم يتخذون وضعية معينة من بعيد تظهرهم كما لو كانوا يستريحون ضده، أي يركنون ظهورهم بموازاته كأنهم يدعمونه خشية السقوط، أو ربما كأنهم يمسكون به.
في حين أن هذه الصورة الفوتوغرافية أصبحت كلاسيكية، إلا أن ميل البرج كان مصدر قلق للمهندسين والمؤرخين لعقود.
ولحسن الحظ، كشفت دراسة استقصائية حديثة أن برج بيزا المائل في إيطاليا آخذ في التحرك باتجاه معاكس لميلانه، وأن زاوية ميلانه تقل وتميل نحو الاستقامة وذلك على ما يبدو بفضل أعمال التثبيت.
وكما أظهرت الدراسة، فقد قام مشروع تثبيت، مدته 11 عامًا، بتخفيض انحراف البرج بمقدار 15 بوصة بحلول عام 2001، وفي 21 عامًا منذ ذلك الحين، قام البرج بتقويم نفسه بمقدار 1.6 بوصة أخرى (4 سنتيمترات).
في حين تم تقليل الميلان، فإن البرج الشهير ما زال يتأرجح بمعدل 0.5 ميلليمتر سنويًا، وفقًا لأستاذ الجيوتقنيات نونزيانتي سكويليا من جامعة بيزا.
ونجح برج بيزا، الذي يعنبر رمز قوة جمهورية بيزا البحرية في العصور الوسطى، في البقاء صامدا دون أن يتضرر، ونجح في تحاشي تأثيرات 4 زلازل قوية على الأقل ضربت المنطقة منذ عام 1280.
يشار إلى أن البرج، الذي يبلغ ارتفاعه 57 مترا، بدأ في الميلان بعد البناء، الذي بدأ في عام 1173.
وكان السبب هو التصميم المعيب مما يعني أنه كان له أساس بعمق 3 أمتار فقط، وتم وضعه في باطن أرضي ضعيف وغير مستقر.
كانت التربة عند قاعدة البرج أكثر نعومة على الجانب الجنوبي، مما أدى إلى ميلان البرج، لذلك حاول البناؤون تعويضه أثناء قيامهم ببناء الطوابق الثمانية في الأعلى.
لقد فعلوا ذلك عن طريق جعل الأرضيات أقصر من جانب واحد من الآخر، مما تسبب في انحناء الهيكل وإمالته.
ولم يكتمل البناء حتى عام 1319 بسبب المعارك المختلفة بين بيزا وجنوة ولوكا وفلورنسا، لكن هذه التوقفات أعطت التربة الأساسية وقتًا للاستقرار.
وحديثا، وبعد تطبيق بعض الاستراتيجيات الفاشلة لتقويم الهيكل، قرر المهندسون تجربة “استخراج التربة”، حيث تضمن الأمر حفر شحنتين من أسفل الجانب الشمالي للبرج وسحب البرج في وضع مستقيم.