الوزير يتفقد! لكن أين الرقابة البرلمانية؟
د. مهند مبيضين

علميا بات وزراء حكومة الدكتور بشر الخصاونة أكثر حركة، في الانتقال للأطراف ومعاينة المشاهد المحلية، على الأقل شاهدنا الأسبوع الماضي جولات لوزيري السياحة والإدارة المحلية، في مناطق مثل عجلون وقصر المشتى كما لوزير الاشغال حركة نشطة على مشاريع وزارته، وظهر خلال عطلة الأسبوع وزيري التنمية السياسية والاقتصاد الرقمي في التلفزيون الأردني، ولبقية الوزراء متابعات وظهور على الوسائل الإعلامية الأخرى، وهو حضور مقدر.
حركة الوزراء ربما نتيجة لتوجيه من علّ، وقد تكون طبيعية لكل من يجب العمل وسماع صوت الناس، وحتى التوجيه بالذهاب للناس من قبل الرئيس هو أمر محمود ومقدر إن حدث، فلا ينبغي ان يجلس الوزراء في عمان فقط.
لكن اللافت في المشهد السياسي هو غياب جلسات البرلمانالرقابية على الحكومة، حتى الآن تواضع الطرفان (مجلس النواب والحكومة) على عقد جلستان تشريعيتان، وواحد رقابية، وقد عقدت جلسات تشريعية انشغلت بالموازنة ثم قانون الضمان، وتأجلت الجلسة الرقابية للمجلس المحددة سلفاً.
لا تحب الحكومة جلسات الرقابة البرلمانية، ولا تنشرح لها، ولا تُسرّ بها، لذا يجري تأجيلها وتأجلتكذلك الإجابةوالأسئلة البرلمانية، (وآخر استجواب برلماني كان عام 2018) علماًبان جلسات الرقابة البرلمانية مطلوبة ومهمة، وهي في صلب عمل النواب ومجلسهم.
يستطيع رئيس مجلس النواب الدعوة لعقد جلسات رقابية ما استطاع على ذلك سبيلا، لكن ذلك لا يحدث الآن ولم يحدث سابقا في الدورة السابقة كما يجبويؤمل له.
يحدث هذا في ظل حكومة لا تحب النقد كثيرا، مع ان كل شيء او نقد يحدث تحت القبة هو من باب المستحب شرعا؛لكي لا تبقى أسئلة الناس مفتوح في الشارع بلا اجاباتويزداد الغضب.
من حق مجلس النواب أن يسأل الحكومة ويراقبها ويحاسبها، وأن يستجوبهم، ومن حق الحكومة الرد بحكمة وممارسة كل أنواع البلاغة، وتقديم الحقائق والصدق فيها، وكل ذلك يرفع منسوب حضورها السياسي لدى الناس.
لكن الراهن والواقع، أن منسوب السياسة البرلمانية وعملها الرقابي قليل وغير مرض، ليس من اليوم بل من عام 2018 مع الاخذ بزمن الجائحة، الذي جعل الكل يلوذ بنفسه وينأى عن المواجهة، ذلك زمن كوروني بغيض يبدو ان الحكومة ترغب ببقائه في علاقتها مع مجلس النواب مؤطرة في سياقاته.
ختاماً، يستطيع مجلس النواب استعادة مكانته المهددة، والتي هي محددة في ميزان فلسفة الحكم، بتعظيم الركن النيابي الذي يقدمه الدستور في صفة نظام الحكم في الأردن، هذا الاستعادة للمكانة، مهمة بعدما أفادت كل الاستطلاعات بتراجع الثقة الشعبية في ثلاثية: الأحزاب والحكومة والبرلمان.