“اجتماع العقبة”: انتصار للدبلوماسية الأردنية

هلا أخبار – عقّب سياسيون على البيان الختامي الصادر عن اجتماع العقبة مؤكدين أهمية اللقاء الذي استضافته العقبة، اليوم الأحد، بحضور مسؤولين ممثلين عن فلسطين وإسرائيل وبحضور مصر والولايات المتحدة.

وأشاروا في حديثهم لـ”هلا أخبار”، إلى أن الاجتماع يعد انتصارا للدبلوماسية الأردنية خاصة في ظل الأوضاع التي تشهدها الأراضي الفلسطينية من تعقيدٍ ووضع حرج.

وأكدوا أن منجزات الاجتماع تعد تقدماً هائلا في سبيل إعادة الأمور إلى نصابها، ومؤشرا لبواعث أمل بإعادة المفاوضات، لافتين إلى أهمية ما جرى رغما عمّا يقوم به الإسرائيلون على مدار السنوات الماضية من محاولة تقويض حل الدولتين وقضم أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية.

مدير مركز الدراسات الاستراتيجية: الإسرائيليون أنفسهم متخوفون من خلق أزمة يصعب حلها 

قال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الدكتور زيد عيادات إن ما حققه اجتماع العقبة هو انتصار للدبلوماسية الأردنية خاصة في ظل الأوضاع التي تشهدها الأراضي الفلسطينية من تعقيدٍ ووضع حرج.

وبين عيادات في حديث لـ”هلا أخبار”، مساء الأحد، “كل المؤشرات تشير إلى أنه إذا ما استمر الوضع في ظل السياسات المتطرفة من الحكومة اليمينية فإن ذلك قد يؤدي لانفجار وشيك في الداخل الفلسطيني كلما اقتربنا من شهر رمضان المبارك”.

وتابع ” أن الإسرائيليين أنفسهم متخوفون من خلق أزمة يصعب حلها تتجاوز الداخل الإسرائيلي”، مضيفا عيادات أنه أجرى تواصلاً مع خبراء أمريكيين أعربوا عن قلقهم إن لم يتم احتواء الوضع وتهدئته وخفض التصعيد القائم في ظل ما تشهده المنطقة من تحولات إقليمية والتشدد تجاه البرنامج النووي الإيراني والذي قد يؤدي فعلا لنشوب حرب إقليمية.

وأكد عيادات في حديثه أنه إذا تم الالتزام ببنود البيان الختامي للاجتماع فإنه يعد انتصارا حقيقياً، مبيناً أن وقف الاستيطان وبؤره والمحافظة على الوضع القائم واحترام الدور الخاص للأردن والوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس يعد نجاحاً كبيراً.

ولفت إلى أن ذلك يعد تقدماً هائلا في سبيل إعادة الأمور إلى نصابها، ومؤشرا لبواعث أمل بإعادة المفاوضات، مبديا في ذات الوقت قلقه من عدم التزام إسرائيل ببنود الاتفاق “هناك انقسامات في إسرائيل لكن مع ذلك لا يمكن أن يوافق ممثلوها الأمنيون على مثل هذه البنود دون العودة للحكومة”.

ونوه عيادات بأن مثل هذا الاتفاق بتجميد الإجراءات الأحادية وإيقاف الاستيطان يذكرنا بأوسلو قبل نحو عقدين من الزمان.

وحول اعتقاد البعض أن الاجتماع أمني بحث ويتعلق بخفض التصعيد القائم بين الطرفين، قال عيادات إنه لا يمكن فصل الحديث بالجانب الأمني عن السياسي “هناك ربط مباشر بينهما”.

مدير مركز نما للدراسات: انتصار سياسي للموقف الأردني ونجاح للدبلوماسية بانتزاع اعتراف الإسرائيليين

بدوره قال مدير مركز نما للدراسات الدكتور فارس بريزات إن اللقاء الذي جرى اليوم في العقبة يعبّر عن الجهد الأردني الكبير لتهدئة الأوضاع خاصة مع قرب شهر رمضان المبارك والذي سيتخلله 3 أعياد للأديان الثلاثة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإيجاد آلية لضمان عدم التصعيد في القدس والضفة الغربية.

وأكد بريزات أن الوجود الأمريكي المصري في الاجتماع هو رسالة سياسية بأن القوى الدولية والاقليمية مهتمة بالهدوء كما الأردن، مشيرا إلى أن على الإسرائيليين أن يثبتوا للعالم بأنهم يرغبون بتحقيق التهدئة.

ولفت إلى أهمية الاتفاق على عقد اجتماع مماثل خلال الشهر القادم في شرم الشيخ، وذلك دلالة على وجود متابعة دولية للاتفاقات الحادثة في العقبة.

وشدد بريزات على أن للأردن مصلحة استراتييجة تقتضي التأكيد على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران من عام 1967، وهذا ما تم الاتفاق عليه استنادا لقرارات الشرعية الدولية.

ولفت إلى أن الاجتماع أمني سياسي والدلالة على ذلك حضور البيت الأبيض، مؤكدا أن ما جرى انتصار سياسي للموقف الأردني ونجاح للدبلوماسية بانتزاع اعتراف من اسرائيل بحضور الجميع بأن حل الدولتين هو المعترف به.

وأوضح بأن ذلك جرى رغما عمّا يقوم به الإسرائيلون على مدار السنوات الماضية من محاولة تقويض حل الدولتين وقضم أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية “زاد عدد المستوطنيين 700 ألف بالضفة الغربية وجرى إقامة 150 مستوطنة جديدة”.

مدير مركز ستراتيجيكس للدراسات: ضغط أمريكي على الإسرائيليين قد يمهد لصيغة أكثر توافقية 

من جانبه قال مدير مركز ستراتيجيكس للدراسات والبحوث الاستراتيجية حازم الضمور إن اللقاء يعتبر هاما لما يمثله من ارتباط مباشر بمحددات العلاقة التي تجمع الأطراف الحاضرة سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي والأمني.

وأشار إلى أن إسرائيل لأول مرة تعود إلى الطاولة وتناقش مسألة التهدئة ووقف الاستيطان في الضفة الغربية منذ عشرين عاما، مؤكداً أن لزيارة جلالة الملك الأخيرة إلى واشنطن أثر كبير بالضغط الأمريكي على الإسرائيليين والذي قد يمهد لصيغة أكثر توافقية تجاه عديد من القضايا منها حل الدولتين واحترام الوضع القائم وما تمثله الوصاية الهاشمية على المقدسات.

وأضاف “يمكن النظر للبيان الختامي الصادر عن اجتماع العقبة بأنه دعم للموقف الأردني وجهود الملك الداعية لإعادة فتح المفاوضات وتحقيق السلام في المنطقة، وقد يتوافق ذلك مع رغبة إسرائيل في مزيد من الانفتاح على الدول العربية”.

وختم الضمور حديثه “هذا الاجتماع مهم لجميع الأطراف بحثا عن التهدئة وشراء مزيد من الوقت لتحضير أجندة نقاش مطولة مستقبلا”.






زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق