ما هو اضطراب ما بعد الصدمة؟
هلا أخبار- رصدت أبحاث عدة في الأعوام الأخيرة وتحديدا منذ بداية جائحة كورونا وبروز ظواهر طبيعية متطرفة ارتفاعا غيرَ مسبوق في عدد المصابين باضطراب ما بعد الصدمة الذي يظهر بعد فترة من الأحداث المؤلمة والخطيرة.. فكيف يمكن التعامل مع هؤلاء الأشخاص وما أهمية التدبير الصحيح لطريقة المساعدة؟
ملايين الأشخاص بالعالم يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة.. حالة نفسية تترافق عادة مع أولئك الذي مروا بظروف قاسية واختبروا تجارب مؤلمة كفقدان الأحباء والإصابة بالأمراض أو حتى التعرض للعنف.
وهذا الاضطراب الذي وصفته منظمة الصحة العالمية بأسوأ ما يعانيه الشخص، قد يترك المصاب به وحيدا مكتئبا، فاقدا الشهية عن الطعام ولا يكترث بما حوله.
ويرى خبراء الصحة النفسية أنه ومع التغييرات التي تحدث في العالم سواء أكانت اقتصادية أم طبيعية أم ناجمة عن النزاعات، فإن المواقف المأساوية التي تمر على البعض أو التي يشاهدونها أمامهم تترك في داخلهم آثارا سيئة وحزينة لا يمكن تجاوزها بسهولة.
وتشير إحصائيات طبية إلى أن اضطراب ما بعد الصدمة ظهر بشكل واضح، أثناء وبعد جائحة كورونا، وخلال النزاعات والحروب والكوارث الطبيعية، وأن المصابين بهذه الاضطراب النفسي يمكنهم استرجاع الذكريات الداخلية التي تخزنها الحوادث مرة أخرى بشكل عاطفي وانفعالي وكأنها تحدث من جديد.
ويشير أطباء إلى أهمية تقديم العون والمساعدة النفسية للمصابين بهذا الاضطراب كي لا ينعكس بشكل يلبي جدا على المريض نفسه والمحيطين به.
ويوضح استشاري الأمراض العقلية والنفسية، إلياس شديد، الأعراض وكيقية التدخل لعلاج أو تفادي اضطرابات ما بعد الصدمة.
وقال إن كل إنسان عندما يصاب بحادث قوي يتعرض لصدمة، لكن ليست كل ردة فعل تعتبر اضطراب ما بعد الصدمة.
وأضاف أنه في أول أسبوع، أو أسبوعين تعتبر ردة فعل طبيعية.. لكن التدخل المباشرة بعد الصدمة يجنب الشخص التطور لاضطراب ما بعد الصدمة.
وبين أن هناك بعض العلامات تجعلنا نفكر بأن هذا الشخص تعرض لاضطراب ما بعد الصدمة.. منها قوة الصدمة والشخصية، كيف يتعامل مع الأشياء إذا كان شخصية إجابية أو سلبية.
وأوضح أن الإدمان على الكحول والمخدرات، تجعل أصحابها في خطر كبير من تطور حالاتهم إلى اضطراب ما بعد الصدمة، والأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية مثل مرض الاكتئاب والقلق.
وتابع أن هناك عوامل تفرض علينا الانتباه للشخص الذي يعاني منها، لأجل التدخل في الوقت المناسب لتجنب خطر الاضطرابات التي تصاحب الصدمة.
وقال إن أعراض اضطربات ما بعد الصدمة كثيرة، منها أن الشخص يكون دائما في حالة تنبه وخوف، كما يتفادى الأشياء التي تذكره بالصدمة.
وأكد أهمية التدخل للعلاج المبكر في حالة الشخص يفكر في الانتحار، أو عندما يترك الذهاب إلى العمل، ويمتنع عن الأكل والنوم.
وأشار إلى أن الاكتئاب ليس مرضا، بل هو إشارة إلى أن هناك مرضا، عند معالجة مسببات الاضطراب ما بعد الصدمة تلقائيا يتحسن الاكتئاب.
“العلاج السلوكي مهم جدا، ويقوم بتنمية شخصية المريض وطريقة تفكيره.. الحياة مليئة بالصدمات يمكن أن نستفيد من هذه الصدمات من إقدام الشخص على العلاج حتى يقوي شخصيته وأطباعه ليتمكن من مواجه صدمات أخرى بشكل أفضل”، وفقا له. (سكاي نيوز)