البترا نموذج للرؤية الملكية
د.اسماعيل ابو عامود
خلال الاشهر الماضية تم اطلاق عدد من المشاريع الريادية والنوعية في البترا مثل الاضاءة والبالون و تنظيم دعوة لاحد اعلام الطرب العربي بهدف إدخال منتجات سياحية جديدة وتوفير تجربة فريدة للسائحين والارتقاء باسم البترا كأيقونة التراث والحضارة والسياحه في الاردن ولتلتقي مع تطلعات جلالة الملك في النهوض بالقطاع السياحي الاردني وليبقى على قدر المسؤولية عالميا ومحليا. تفتقر البترا لمنتجات نوعية ترفيهية تشغل وقت السائح مساءا وتطيل فترة اقامتة في البترا ليلة اضافية.
من المتوقع ان تسهم هذه المشاريع الجديدة الى العديد من المنافع، فهي ستؤدي إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية في المجتمعات المحلية بالدرجة الأولى، وستساعد أيضاً على تعزيز الاقتصاد الوطني، وتوفير فرص عمل جديدة. ومن المهم الإشارة إلى أن جميع هذه الجهود تتم وفقاً للضوابط المحلية والدولية، وتهدف إلى الحفاظ على البترا كموقع تراث عالمي، ويتم مراقبة أي نشاط يتم في هذه المنطقة من قبل المؤسسات الوطنية ممثلة بوزارة السياحة ودائرة الاثار العامة والدولة مثل منظمة اليونسكو.
يشهد العالم حالياً تحولات علمية وتكنولوجية مذهلة، وهذه التحولات تؤثر على جميع جوانب الحياة البشرية، بما في ذلك السياحة، اضافة التى تحولات في الخارطة السياحية والاستثمارات السياحية في الاقليم وتحديدا دول الجوار. وما يجري في البترا من مشاريع سياحية حاليا يندرج ضمن هذه التحولات في قطاع السياحية من جهة، وياتي استجابة لتوجيهات جلالة الملك وولي عهدة بالاهتمام بالقطاع السياحي واستجابة لخطط واستراتيجيات وضعتها سلطة اقليم البترا والتي تاتي لتلبية الجوانب الرئيسية الثلاثة وهي الارتقاء بمستوى التجربة السياحية للسائح واضافة منتجات سياحية جديدة، وثانيا المحافظة على المكان بقيمتة التراثية والاثرية المادية منها والمعنوية وثالثا ان ينعكس هذا الجهد اقتصاديا على المجتمعات المحلية
كان لي الشرف بان عملت مفوضا للسياحة والمحمية الاثرية من منتصف عام 2020 ولبداية عام 2022، خلال فترة جائحة كورونا وصل عدد السياح الى البترا الى صفر، مرّ فيها القطاع السياحي باصعب الظروف على المستوى العالمي والمحلي، وبسبب تواجدي كمفوض ومن خلال دراسة علمية تم تنفيذها تاثر حوالي 80% من سكان اقليم البترا سلبا بسبب توقف نشاط القطاع السياحي، هذا يعني ان اكثر من 80% من سكان الاقليم يعتمدون بشكل مباشر او غير مباشر على القطاع السياحي وهذا لا ينكرة احد. سلطة اقليم البترا ممثلة برئيسها عطوفة الدكتور سليمان الفرجات وخلال فترة الجائحة لم تتوانا عن تقديم كل ما يمكن من تسهيلات وتيسير لامور المواطنين من اجل مساعدتهم وتمكينهم اقتصاديا سواء من خلال الاعفاءات او تخصيص محلات في السوق التجاري و سوق الخضار باجور رمزية واعفاءات. او بتحسين شبكة الطرق الرئيسية والفرعية او انشاء وحدات سكنية لحل مشاكل الموقع، ومتابعو تجهيز القرية التراثية والتي ستكون معلم ثقافي وتراثي مميز، والتسهيل على الستثمرين في قطاع الفناق للسير في استكمال استثماراتهم والتي ساهمت وتساهم في تحسين مستوى الخدمات الفندقية وخلق فرص عمل. كنا نختلف احيانا في المجلس على مقدار الكرم الذي يمنحة رئيس المجلس للمستثمرين و اصحاب المشاريع الصغيرة خاصة من ابناء المجتمع المحلي من اجل التيسير لهم والتخفيف عليهم لتخطي المرحلة الصعبة والبقاء صامدين . ناهيك عن ما يقدم من قبل المفوضيات الاخرى سواء في مجالات التدريب والتمكين والبعد الثقافي والبيئي وغيرها من الخدمات التي يقدمها الاقليم للمجتمعات المحلية والتي يفتقر لها الكثير من المناطق الجغرافية خارج الاقليم.
وخلال عملي في البترا لمست مقدار الغيرة والخوف والشهامة وحسن الضيافة وحسن المعشر الذي لمستة من اهل الاقليم سواء على البعد الشخصي او خوفهم وغيرتهم على الموقع الاثري واسم البترا بشكل عام. وما اراه من تضارب في الاراء الان حول دور الاقليم فيما يتعلق بالمشاريع الجديدة الا تعبير عن هذه الغيرة والخوف من الاغلب. الا ان البعض القليل يرى في اي مشرووع تهديد لمصالحة من جهة او من اجل المعارضة غير المبررة من جهة اخرى. هذة المعارضة المنطلقة من الخوف على الصالح العام او الخاص تشكل احد التحديات التي يواجهها مجلس المفوضين للاسراع في تنفيذ المشاريع السياحية النوعية التي تحقق بالتالي فوائد لابناء المجتمع
اخاطب هؤلاء الذين يعارضون -وهم اكثر حرصا على مصلحة البترا – بان ينظروا الى البترا قبل عدة سنوات وللبترا الان، من حيث التنظيم والنقلة النوعية في وسط المدينة والمكاسب الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على ذلك وعلى صورة البترا في تقارير منظمة اليونسكو التي كانت تضع الانجازات والحفاظ على الموقع في ادنى التقييمات وانتقلت في السنتين الماضيتين الى افضل التقييمات. اخاطبهم بان يكون هدفهم البترا كموقع يجمعنا للاتفاق على ان يكون درة السياحة العالمية، موقع اجتمع العالم بان يكون احد عجائب الدنيا السبع، موقع اجتمع جميع من زارة من مختلف انحاء العالم على انة درة المواقع الاثرية في العالم. حري بنا ان نجتمع نحن ابناء البتراعلى مصلحتة ومصلحة الوطن مهما اختلفنا علىى الصعيد الشخصي لان المسيرة ما زالت في البداية وبحاجة لتكاتف الجميع وخاصة ابناء المجتمع المحلي.
المعارضة والاختلاف مع المسؤول شي صحي ومطلوب ولكن شريطة ان ابتعد عن المنافع الشخصية والمعارضة من اجل المعارضة
لا اقول هذا الكلام محاباه لاحد ، فالحمد لله لست بحاجة الى هذا – ما شهدتة البترا منذ تولي المجلس السابق والحالي يعتبر نقلة نوعية بمستوى الخدمات المبنية على رؤية علمية وعملية تم اعدادها وتنفيذها بجدارة وبجهود كافة موضفي السلطة بكافة مواقعهم والذين اكن لهم كل الحب والاحترام.
لسنا ملائكة مبرئين ولا شياطين مفسدين لكننا بشر نصيب ونخطئ.. هكذا خلقنا الله، لنتسامح ونوجه هدفنا للصالح العام
للبترا واهلها وفريق عمل سلطة اقليم البترا كل الثناء والتقدير.
*استاذ مشارك- اقتصاد سياحي في الجامعة الأردنية