السياحة الداخلية إلى أين؟

كتب شرحبيل الماضي

مع دخول العطلة الصيفية للمدارس وبعد عودة الحياة إلى طبيعتها في الشقيقة سوريا بشكل كبير والعروض الملفتة للانتباه لها ولكل من تركيا ولبنان نرى عشرات الباصات السياحية والسيارات والطائرات تنقل الأردنيين إلى هذه البلدان وغيرها، في الحقيقة المتصفح للعروض التي يقدمها وكلاء السياحة والسفر للأردنيين يكتشف أنها مغرية وعند مقارنتها بأسعار المنتج الوطني تلحظ الفرق الكبير في الأسعار، في عيد الأضحى الماضي حذرت من تنامي الحركة السياحية إلى دول الجوار وخصوصا سوريا برامج وقوائم الأسعار والعروض المغرية المقدمة ساهمت بمضاعفة الأعداد وتنامي الطلب عليها، المتجول في شارع الملك الحسين أو المعروف بشارع السلط يومي الخميس والجمعة يرى أعداداً ليست ببسيطة من الباصات السياحية التي تقل الأردنيين إلى خارج الأردن ، ما زال البعض يعتقد أن سوريا بحاجة للوقت لاستعادة عافيتها الاقتصادية وعودة النشاط السياحي اليها، ولكن واقع الحال يقول إن الأمور تجري بعكس ما نتوقع.

المراقب لأعداد السياح ونسب الإشغال الفندقي في فنادقنا يرى تراجعاً ملحوظاً بأعداد السياحة الداخلية إن كانت في البحر الميت أو العقبة، في وقت نشهد فيه اعتدالاً في الأجواء وتأخر في دخول فصل الصيف الذي تنخفض فيه نسب الأشغال في هذين الموقعين بالتحديد، ولم نلحظ على الرغم من تدني درجات الحرارة في العقبة والبحر الميت تزايداً في الأعداد، يعود ذلك إلى توجه الأردنيين وبالتحديد متوسطي الدخل أو الأقل دخلا ولكن ليس محدودي الدخل إلى سوريا ولبنان وتركيا وهي شريحة ليست بالبسيطة عند مراجعة إحصائية المغادرين.

نشاط ملفت للانتباه ويجب تشغيل آليات الاستشعار لوقف تنامي هذا التوجه آخذين بعين الاعتبار أن آخر إحصائية صادرة عن البنك المركزي الأردني أظهرت أن الإنفاق على السياحة الصادرة قد وصل إلى مليار دولار تقريباً وهو يغطي ثلث العجز في موازنه الدولة الأردنية.

بالمقابل مطلوب من الجهات ذات العلاقة سرعة اتخاذ إجراءات من شأنها تحفيز السياحة الداخلية وتقديم الحوافز المالية أو اطلاق برامج ترويج السياحة الداخلية الحقيقة ذات الأثر الأكبر على المجتمعات المحلية وعلى الاقتصاد الوطني وخصوصا أن السياحة الصادرة تستنزف من رصيد العمله الصعبة الاستراتيجي.





زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق