أكثر من 40 درجة مئوية في اليونان وموجة الحر في الولايات المتحدة تتوسّع

هلا أخبار – يعاني عشرات ملايين الأشخاص في النصف الشمالي في الكرة الأرضية من موجة حرّ شديد هذا الصيف ويبدو أن العالم سيسجّل أكثر شهر تموز/يوليو سخونة في تاريخه.

وعزا الخبراء درجات الحرارة القياسية إلى التغيّر المناخي الناتج عن حرق الوقود الأحفوري، معتبرين أن الاحتباس الحراري يلعب دورًا أساسيًا في القيظ.

في الولايات المتحدة، سيعاني نحو 80 مليون شخص من درجات حرارة تتجاوز 41 درجة مئوية خلال عطلة نهاية الأسبوع، حسبما قالت مصلحة الأرصاد الجوية.

ويُتوقّع أن تسجل فينيكس عاصمة ولاية أريزونا أعلى حرارة في البلد تصل إلى 46 درجة مئوية، بعدما تخطت الحرارة 43 درجة مئوية في المدينة لثلاثة أسابيع على التوالي.

وشهدت المدينة الخميس حريقا هائلا اندلع في خزانات مادة البروبان قرب المطار الدولي، مما سبب انفجار خزانات وتطايرها.

وقال قائد فريق الإطفاء روب ماكديد لقناة “كي بي إتش أو” التلفزيونية “للأسف، في يوم حارّ كهذا، هذه الخزانات للبروبان مع ازدياد الحرارة تصبح صواريخ حرفيًا (…) يمكنها أن تطير لمسافة تزيد عن 500 متر”.

في غضون ذلك، يتدفّق سياح إلى متنزّه وادي الموت (ديث فالي) الذي يمتد على الحدود بين ولايتَي كاليفورنيا ونيفادا ويشكّل واحدة من أكثر المناطق سخونة في العالم، لالتقاط صور مع شاشة تُظهر درجة الحرارة خارج مركز الزوار.

رسميا، حددت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية المستوى القياسي العالمي المطلق عند 56,7 درجات مئوية. لكن سجل هذا المستوى في وادي الموت العام 1913 ولا يعتبره الكثير من خبراء الأرصاد موثوقا.

الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق

مع ذلك، يُتوقّع أن يصبح تموز/يوليو 2023 الشهر الأكثر سخونة على الإطلاق، ليس فقط منذ بدء تسجيل درجات الحرارة إنما منذ “مئات إن لم يكن آلاف السنين”، بحسب كبير علماء المناخ في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) غافين شميت.

وأشار إلى أن التغييرات المناخية “غير المسبوقة في جميع أنحاء العالم” لا يمكن أن تُعزى فقط إلى ظاهرة إل نينو المناخية.

واعتبر شميت أنه على الرغم من الدور الصغير الذي تلعبه ظاهرة إل نينو، “ما نراه هو سخونة شاملة، في كل مكان على الأغلب، لا سيما في المحيطات. منذ عدة أشهر شهدنا درجات حرارة لسطح البحر حطمت الأرقام القياسية حتى خارج المناطق الاستوائية”.

وأضاف “نتوقع أن يستمر ذلك والسبب الذي يجعلنا نعتقد أن هذا سيستمر هو أننا نواصل ضخ انبعاثات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي”.

من جهتها، حذّرت اليونان، التي تكافح عشرات من حرائق الغابات، السكان من الخروج لغير الضرورة وسط القيظ.

وأكد عالم الأرصاد الجوية بنايوتيس يانوبولوس أنّه “من المرجح أن تسجل عطلة نهاية الأسبوع هذه أعلى درجات الحرارة خلال شهر تموز/يوليو خلال الخمسين عامًا الماضية”.

وتوقّع أن “تفوق الحرارة في أثينا 40 درجة مئوية لمدة 6 إلى 7 أيام”.

ويتوقع أن تزداد الحرارة ارتفاعًا الأحد لتلامس 44 درجة مئوية في أثينا و45 درجة مئوية في ثيساليا.

في الوقت نفسه، توفي رجل يبلغ من العمر 46 عامًا بضربة شمس في جزيرة إيفيا بوسط اليونان بعد نقله إلى مستشفى خالكيذا الذي قال إن سبب الوفاة هو فشل القلب والجهاز التنفسي بعد تعرض الرجل لدرجات حرارة عالية.

وسجّلت مصلحة الأرصاد الجوية الوطنية ظهر الجمعة، حرارة بلغت 41 درجة مئوية في منطقة أتيكا، و44 درجة مئوية في تيساليا في وسط البلاد.

وكذلك وصف عالم الأرصاد في قناة ميغا التلفزيونية الخاصة يانيس كاليانوس موجة الحر هذه بأنها “طويلة وشديدة”.

وأضاف “بحسب آخر التوقعات فإن موجة الحر قد تستمر حتى الخميس والجمعة المقبلين في 27 و28 تموز/يوليو”.

وحذر الخبير من أنّ رياحاً شمالية تصل سرعتها إلى 60 كيلومترا في الساعة من المرجح أن تؤدي الأحد والاثنين إلى اندلاع حرائق.

وأكدت فرق الإطفاء أنها ما زالت تكافح للسيطرة على “79 حريقاً في أنحاء البلاد”.

أ ف ب






زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق