باحثون وأكاديميون يستذكرون العالم الراحل الدكتور مخلوف حدادين

هلا أخبار – استذكر باحثون وأكاديميون مسيرة عالم الكيمياء الأردني الراحل الدكتور مخلوف حدادين البحثية والعلمية والأكاديمية ومنجزاته العلمية العالمية، بمناسبة الذكرى الأولى لرحيله، في جلسة نظمها منتدى عبد الحميد شومان الثقافي، مساء أمس الاثنين، في مقره بعمان.
وفي الجلسة التي قدمها وأدارها الدكتور مروان المعشر، نوه رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عدنان بدران بمسيرة الراحل الدكتور حدادين العلمية والأكاديمية على مدى 57 عاما في الجامعة الأميركية ببيروت حيث درس الكيمياء العضوية لأجيال من رواد الكيمياء في العالم العربي والعالم، وخدم في مراكز إدارية متعددة فيها ومنها نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية والصحية.
كما نوه الدكتور بدران بالمئات من البحوث العلمية المحكمة ونشر براءات الاختراع التي أنجزها الدكتور مخلوف وأحدثت تغييرا في الكيمياء وخاصة في الحقول الصيدلانية والطبية، مشيرا إلى أنه أنجز 135 بحثا منشورا في مجلات محكمة وسجلت له 45 براءة اختراع في 25 بلدا، وسجل وفق غوغل سكولر؛ 3252 استشهادا علميا لبحوثه منذ عام 2018 وحتى 2022.
وبين أن من اهم إنجازات الراحل الدكتور حدادين العلمية كانت في اختراع “تفاعل بيروت” في إنتاج مركبات عضوية كربونية حلقية غير تجانسية صنعت شركة “فايزر” منها دواءان ارتبطا بهما تركيب مواد ضد بكتيريا السلمونيلا وعلاج بعض أنواع أمراض السرطان، والآخر باسم “تفاعل ديفيس- بيروت” الذي ينتج عنه مركبات دوائية متعددة وخاصة في تطوير مضادات أنزيمية مؤكسدة، لافتا إلى أنه بهذين الاختراعين أدخل اسم بيروت في أدبيات الكيمياء وكتبها عالميا.
وأشار الى أن الجامعة الأميركية في بيروت، كرمت الراحل بإقامة مؤتمر كيميائي باسمه بحضور علماء بارزين ومنحته ميداليتها عام 2016 تقديرا لخدمته المتميزة التي دامت 57 عاما، مثلما أنشأت وقفا ماليا صندوقا يحمل اسم وقف مخلوف حدادين عام 2011 لمنح جوائز لطلبة البكالوريوس المتميزين.
وقال رئيس جامعة البلمند اللبنانية الدكتور إيلي أديب سالم، إن الراحل الدكتور حدادين كان أستاذا في الجامعة الأميركية في بيروت، وباحثا محلقا فيها، ومبدعا في حقل الكيمياء، منوها بأنه لم يكن يوما أستاذا في جامعة وحسب، بل كان جامعة في شخصه، كان الجامعة في كليتها، في دورها العلمي، وفي وضعها الخلقي، وفي المسؤولية الأكاديمية الكبرى، كما أنه كان رجل الموقف، الأصيل، حامل راية الحق والعدل.
وقال رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري ” نتذكر الدكتور مخلوف حدادين اليوم، ونتألم لفقده، ولكننا أيضا نحتفي بحياة رجل عظيم وبإسهاماته في الجامعة وفي حقل الكيمياء والإنسانية”.
وأضاف الدكتور خوري إن الراحل تربطه بالجامعة الأميركية علاقة خاصة، وكان يعدها بمثابة منزله، مشيرا إلى أن الكثير من الجامعات المرموقة حاولت دعوته وجذبه، ولكنه كان يذهب إليها في إجازات بحثية ويعود لجامعته ولم يفكر يوما بمغادرتها.
وتحدث الدكتور بلال راضي القعفراني من قسم الكيمياء في الجامعة الأميركية ببيروت وأحد الذين تلقوا العلم على يد الراحل الدكتور حدادين، عن الدور الذي لعبه الراحل في الجامعة الأميركية، على مدى 57 عاما، والتي كانت حافلة بالأبحاث المتميزة، والخدمات الاستثنائية، والتوجيه، والإلهام لأجيال كثيرة من الطلاب.
وفي الجلسة الاستذكارية، ألقى كلمة عن ذوي الراحل شقيقه الدكتور منذر حدادين، ثمن فيها لمؤسسة شومان والمتحدثين مبادرتهم في إحياء ذكرى فقيد الوطن والعديد من الجهات العربية والأجنبية.
وأشار في كلمته إلى أنه اعتاد التواصل شعرا مع شقيقه الراحل منذ أن غادر عمان إلى الجامعة الأميركية في بيروت تلميذا واستمرت هذه العادة ولم تنقطع، مستذكرا شقيقه بقصيدة رثائية.
وكان الدكتور المعشر أشار في بداية الفعالية، إلى ارتباط الدكتور مخلوف بالجامعة الأميركية مذ قدم إليها، ووهبها كل ما لديه من عطاء، منوها إلى أنه لم يسعَ لمنصب،
ولم يأبه بجاه، وسعادته كانت نابعة من تدريس أفواج بعد أفواج من الطلاب الذين تعلموا في الجامعة قيم التفكير النقدي والتعددية وقبول الآخر ومهارات البحث العلمي والتواصل.
والعالم الأردني الراحل الدكتور مخلوف حدادين، ولد في قرية ماعين العام 1935، لينطلق بعدها في رحلته مع العلم، فدرس الثانوية في كلية الحسين في العاصمة عمّان، ثم تحول بعدها لدراسة بكالوريوس العلوم في الجامعة الأميركية ببيروت، ثم الماجستير من الجامعة نفسها، ليقوده طموحه بعدها إلى جامعة كولورادو الأميركية، ويحصل على درجة الدكتوراة في الكيمياء العضوية في عام 1962، وعمل في العديد من الجامعات المرموقة على مستوى العالم، من بينها جامعة هارفارد، وجامعة كولورادو، وجامعة نوتردام، وجامعة شمال تكساس، وجامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى الجامعة الأميركية ببيروت.