دراسة حول التحولات في بنية القبيلة بشرق سورية
معهد السياسة والمجتمع يصدر دراسة حول التحولات في بنية القبيلة بشرق سورية (منذ الاستقلال إلى سلطة قسد)، للباحث السوري مناف الحمد.
تناقش الدراسة مسار التحولات التي طرأت على بنية القبائل السورية بعد النصف الثاني من القرن الماضي وعلاقتها بالنظام السياسي في سوريا الذي تنوعت أساليبه بين التهميش والإدماج، وتأثير ذلك في تحديد شكل وصورة العلاقة بين شيخ القبيلة وأفرادها، وتسلّط الضوء على حالة الإجهاد الكبيرة الذي تعرضت له القبيلة في شرق سوريا تحديدًا، والذي بدأ يتفاقم منذ قوانين الإصلاح الزراعي المتعددة، مرورًا بسياسات أنظمة البعث المختلفة، وصولًا إلى القوى التي سيطرت على المنطقة هناك، والتي توجت آخرها بسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
يجادل الباحث في أن فهم بنية القبائل في تلك المناطق متعذر من دون فهم العلاقات بين عناصرها من جهة، والعلاقات مع محيطها من جهة أخرى، وهي علاقات تبدلت عبر السياقات المختلفة، فبينما كان ترابطها العضوي سمتها البارزة في مرحلة ما، ضعف هذا الترابط في مرحلة أخرى، وبينما كانت العلاقات بين رموزها وأفرادها علاقات من دون وسيط، توسط هذه العلاقة في مرحلة من المراحل أجهزة حزبية وأمنية للنظام الحاكم. وقد أصبحت بسبب ارتخاء روابطها كيانًا قابلًا للاختراق، تجلى ذلك بصورة واضحة بعد اندلاع الأزمة في سوريا.
ويحلل الباحث في الدراسة العلاقة بين العشائر والتنظيمات المسلحة التي ظهرت في الأزمة السورية على إثر ثورات الربيع العربي وما سببته من انقسام بين القبائل في تلك المنطقة وتشظٍ في مجتمع القبيلة الواحدة. إلى جانب الأزمة الأخيرة التي اندلعت بين القبائل والعشائر العربية وقوات (قسد)، والتي يصف فيها الباحث علاقة الأخيرة بالواقع القبلي بأنها تتخذ أسلوبين؛ القسر بوسائل أمنية بوليسية، والثاني أسلوب الحض الذي يقوم على الإغراء والمكافآت لكنه يؤول في النهاية إلى القسر من منطلق المساومة. بالإضافة إلى التهديدات التي قد تشكلها هذه الأزمة والتي قد تراها بعض التنظيمات المتطرفة، مثل تنظيم داعش، فرصة لإعادة إحياء نفسها في تلك المناطق.