ما العلاج الأنجع لسرطان الدم؟
هلا أخبار- يعتبر شهر سبتمبر من كل عام هو الشهر المخصص للتوعية بسرطان الدم، حيث تكثف فيه الجهات الصحية حول العالم جهودها لنشر التوعية وتسليط الضوء على ماهيته وأعراضه التي يجب التنبه لها، وكيفية الوقاية منه أو حتى استعراض أحدث طرق العلاج.
وأهم هذه الطرق حتى الآن هي زراعة الخلايا الجذعية من متبرع سليم، لاستبدال الخلايا السرطانية في المريض بخلايا جديدة خالية من المرض والتي تعتبر العلاج الأنجع للحالات المستعصية من أمراض وسرطانات الدم، فيما سيفتح التعديل الجيني، فرصاً مستقبلية واعدة وآفاق جديدة لعلاجات خلوية محددة في سرطان الدم.
يُعرّف الدكتور بانايوتس، سرطانات الدم بأنها مجموعة من الأورام الخبيثة التي تؤثر على خلايا الدم (خلايا الدم البيضاء وخلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية)، وأعضاء الأنسجة المكونة للدم مثل نخاع العظام (المادة الناعمة الشبيهة بالإسفنج الموجودة في العظام والتي تعتبر بمثابة مصنع إنتاج خلايا الدم )، الغدد الليمفاوية، الطحال، على وجه الخصوص، سرطان خلايا الدم البيضاء هو سرطان الدم (الحاد أو المزمن) أو متلازمات خلل التنسج النقوي، في حين أن الانتشار الخبيث لخلايا الدم الحمراء أو الصفائح الدموية يسبب الأورام الخبيثة المسماة كثرة الحمر الحقيقية وكثرة الصفيحات الأساسية على التوالي.
في بعض الأحيان، تتسلل الخلايا الخبيثة إلى العقد الليمفاوية أو الطحال، مسببة سرطانات تسمى الأورام اللمفاوية (هودجكين أو غير هودجكين).
يؤدي التحول الخبيث لخلايا البلازما (خلايا الدم المحددة المسؤولة عن إنتاج الأجسام المضادة) إلى نوع آخر من سرطان الدم يسمى المايلوما المتعددة.
ويوضح الدكتور بانايوتس، أن سبب سرطانات الدم غير مفهوم بشكل جيد، ومع ذلك، هناك أدلة قوية على أن العوامل البيئية، والعادات الغذائية أو نمط الحياة مثل التدخين، والتعرض للمواد الكيميائية أو الإشعاع هي بعض العوامل التي تساعد على تطور سرطان الدم، فيما لا تعتبر سرطانات الدم أمراضاً وراثية ولا تنتقل من الوالدين إلى الأبناء مثل بعض أمراض الدم الحميدة (اعتلال الهيموجلوبين والهيموفيليا وغيرها)، فيما يعتبر كل من الأورام الليمفاوية والورم النقوي المتعدد وبعض أنواع سرطان الدم أكثر أنواع سرطان الدم شيوعًا، لكن يرتبط حدوثها بقوة بعمر المريض، وبالنسبة للأطفال يعد النوع الأكثر شيوعًا لديهم هو سرطان الدم الحاد، أما عند البالغين وكبار السن، فإن الأورام اللمفاوية والورم النقوي المتعدد هي الأسباب الرئيسية لسرطان الدم، يليها سرطان الدم المزمن والحاد.
ويشير الدكتور بانايوتيس إلى أن المسار السريري لسرطان الدم يختلف من نوع لأخر، حيث يعتبر سرطان الدم الحاد والأورام اللمفاوية العدوانية، ذات مسار شرس وبدون علاج تؤدي إلى الموت بسرعة، في حين أن المايلوما المتعددة أو سرطان الدم المزمن أو الأورام اللمفاوية غير شرس تتبع مسارًا أكثر بطئًا، وغالبًا ما تكون بدون أعراض، والتي تستمر أحيانًا لسنوات حتى بدون علاج، ومع ذلك، فإن جميع سرطانات الدم هي أمراض قابلة للعلاج، ومع العلاج المناسب وفي الوقت المناسب، تصبح النتيجة أفضل بكثير، ويحقق ما يقرب من 40-70٪ من المرضى البقاء على قيد الحياة لفترة طويلة ويمكن شفاء نصفهم من مرضهم.
وتتضمن الأعراض الشائعة لسرطان الدم:
التعب غير المبرر.
شحوب الجلد.
الكدمات، أو النزيف.
فقدان الوزن غير المبرر.
والحمى غير المبررة أو الالتهابات المتكررة.
تورم عنق الرحم أو الإبط أو الإربية بسبب تضخم الغدد الليمفاوية، والشعور بالامتلاء أو تورم البطن بسبب تضخم الطحال.
لذلك بمجرد أن يلاحظ المريض مثل هذه الأعراض يجب عليه زيارة طبيب أمراض الدم لإجراء الفحص، حيث سيؤكد التقييم البدني وتحاليل المختبر والتخيل المحدد وأحيانًا تقييم نخاع العظم، تشخيص الإصابة بسرطان الدم أو استبعاده.
ويؤكد الدكتور بانايوتس أن علاج سرطان الدم، يعتمد على العلاج الكيميائي بالإضافة إلى العلاج الإشعاعي أو بدونه في بعض الأحيان، بالنسبة للمرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان الدم الحاد، لا تزال زراعة الخلايا الجذعية من متبرع للمريض، هي العلاج الأكثر فعالية مع إمكانية الشفاء العالية، ولكن في السنوات الأخيرة، ونظرًا للفهم الأفضل لأمراض السرطان، والتحديثات التي أجريت على الأدوية، تم تقديم علاجات مستهدفة أقل تأثيراً ضار وفعالة بشكل كبير لعلاج سرطان الدم، مع نتائج واعدة للغاية، في الآونة الأخيرة، أدى التعديل الجيني لمجموعة فرعية معينة من الخلايا الليمفاوية (الخلايا الليمفاوية التائية) إلى الأورام اللمفاوية) وحقق نتائجاً واعدة للغاية، وبالتالي فتح آفاق جديدة لعلاجات خلوية محددة في سرطان الدم.