خسائر الاقتصاد الإسرائيلي ورش المال الأميركي
عصام قضماني

شكل قرار وكالة التصنيف الائتماني الدولية “موديز” بخفض التصنيف الائتماني لإسرائيل إلى المستوى (A2) مع نظرة مستقبلية سلبية، عنوان الخسائر الباهظة للاقتصاد الإسرائيلي في ظل الحرب.
لا يبدو أن قادة إسرائيل يكترثون للخسائر ذلك أن الوعود الأميركية برش المال تمنحهم بعض الطمأنينة.
لو كانت إدارة الرئيس الأميركي بايدن جادة في المناكفة المصطنعة لحكومة نتنياهو لوقف الحرب أو إجبارها على هدنة طويلة لكانت أوحت بوقف أو تعليق هذا الدعم الذي يقدر بـ14 مليار دولا بينما أن حنفية رش المال وإمدادات السلاح لم تتوقف.
قادة الاحتلال الإسرائيلي مطمئنون بأن حنفية المال الأميركي بلا شك ستنقذ الاقتصاد وتعوضه خسائره وهذا سبب إضافي للتمادي في العدوان وفي ارتكاب المذابح.
هل ستكون هذه هي آخر المذابح التي تقترفها آلة القتل الإسرائيلية؟.
بالطبع كلا، لأن المجتمع الدولي وبكل هيئاته لم يستطع حتى اللحظة كبح جماحها لكن من يعتقد بأن هذه المذابح والإفراط في القتل الذي تنقله شاشات التلفزة ليس رسالة رعب للفلسطينيين الذين تقع أعناقهم تحت المقصلة بل هو موجه إلى الشعوب العربية كافة بأن مقاومة الاحتلال ورفض إسرائيل هذا هو ثمنه! لذلك لا تفكروا وبعقود قادمة بأية حروب ضد إسرائيل.
الاقتصاد الإسرائيلي يخسر لكن مطابع النقود الأميركية جاهزة ومن المعروف أن نتيجة تمويل أميركا الحروب في غزة وأوكرانيا لها تكلفة على الاقتصاد الأميركي أيضا.
هناك أزمة اقتصادية تتعمق بالاقتصاد الإسرائيلي بسبب الحرب على قطاع غزة، والتوقعات باتساع العجز التراكمي بالموازنة العامة، وارتفاع أعباء الدين، ومع ذلك تتفرغ حكومة الاحتلال لتخصيص أموال لبناء مزيد من المستوطنات في الضفة والقدس المحتلة!.
في التقارير إن الاقتصاد الإسرائيلي مع تصعيد الحرب في غزة، يتكبد تكاليف بـ600 مليون دولار أسبوعيا بسبب نقص القوى العاملة، بحسب البنك المركزي الإسرائيلي.
وبعد مرور أكثر من أربعة أشهر على اندلاع الحرب في غزة، بدأ الاقتصاد الإسرائيلي يشهد حالة اهتزاز في جميع القطاعات، كان آخرها تسريح عمالة كبيرة من شركات تكنولوجيا المعلومات التي تعتمد عليها إسرائيل في تسويق نفسها كمنصة لتصدير التكنولوجيا الأكثر تقدما في العالم.
يستطيع المال الأميركي تعويض الخزانة الإسرائيلية نفقات الحرب ويستطيع أيضا سد العجز في الموازنة، لكنه لن يستطيع تعويض السمعة التي تضررت مع سقوط النموذج الإسرائيلي الذي ضلل العالم لسبعة عقود.