السياحة.. المطلوب عقلية جديدة!

عصام قضماني

أهمية السياحة ليست فقط في ما تحققه من دخل بل في قدرته على خلق فرص عمل عديدة، تبعا للإمكانيات الهائلة التي يتمتع بها.

مر وقت كاف ندرك فيه أن إدارة القطاع تحتاج إلى أساليب جديدة وعقلية جديدة، بينما نتابع ارتفاع حمى المنافسة بعد دخول دول كانت مصدرة للسياحة أصبحت مستوردة لها وبكثافة.

إمكانيات القطاع غير مستغلة، بسبب ضعف الترويج وعدم توفر الخدمات التي يطلبها السائح الأجنبي. السياحة لا تظهر كبند مستقل في مكونات الناتج المحلي الإجمالي، لأن الحسابات القومية تبوب الدخل السياحي كجزء من قطاع الخدمات.

لا شك أن السياحة من أشد القطاعات تأثراً بالأزمات الإقليمية الراهنة، وهو ما يحتاج إلى الترويج للأردن بمعزل عن الإقليم إذا استطعنا إلى ذلك سبيلا.

ينظر وكلاء السياحة الغربيون إلى الأردن في إطار الإقليم، لا بل لاعتباره جزءا من منطقة الحرب، وقد لاحظنا ذلك عندما اخترقت الأجواء الأردنية المسيرات والصواريخ الإيرانية المتجهة إلى إسرائيل، المؤسف أننا شعبيا كنا كمن يطلق النار على قدمه، فقد تسابق الناس على نشر عشرات الفيديوهات لهذه المسيرات والصواريخ في سماء عمان، ما أدى إلى إلغاء عدد كبير من الأفواج السياحية، وقد كان من المفترض أن لا نبالغ في تهويل هذه الأحداث.

فيما يخص السياحة فلا زالت هناك فرصة، ذلك أن حصيلة المقبوضات السياحية لا تزال في حدود المقبول. لكن المطلوب عزل الأردن عن الصورة التي تنظر من خلالها السياحة العالمية إلى الشرق الأوسط كوحدة واحدة، وتعتبره غير آمن في الظروف الراهنة.

لا يفترض أن تكون ذات الصورة لدى السياحة العربية، وخاصة الخليجية، وهي الأهم من حيث العدد وحجم الإنفاق.

العرب الذين اعتادوا أن يقضوا إجازاتهم الصيفية في سوريا أو لبنان يجدون اليوم أن الأردن هو البديل لتوفر الأمن.

اهتمام الحكومة بموضوع السياحة يجب أن يترجم نفسه في الظروف الراهنة على أنه أمام فرصة لمضاعفة القادمين من دول الخليج العربي. ومن هنا فإن المبلغ البسيط المرصود للدعاية السياحية يجب أن يتركز على دول الخليج وأن يظهر في وسائل الإعلام المشهورة.

يقال أن الإمكانيات السياحية المتوفرة تسمح بمضاعفة حجم السياحة الراهنة لكن ذلك لم يتحقق!.






زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق