الثلاثاء الكبير

جهاد المنسي

غدا موعدنا، غدا مطلوب منا جميعا وضع حد للتراجع والسلبية، مطلوب منا الذهاب لصناديق الاقتراع بقوة لصناعة الفرق والتغيير وانتخاب من نراه أنسب، وأفضل، لحمل طموحاتنا لقبة مجلس النواب، غدا يتعين علينا المشاركة في التغيير، تغيير نحتاجه جميعا، ولا يمكن أن يحدث إلا من خلال صندوق الاقتراع.

المترشحون، سواء في قوائم فردية أو حزبية عامة قدموا برامجهم، خاطبوا ناخبيهم، تحدثوا معهم وتحاوروا، أقاموا مهرجانات دعائية، استمعوا لهموم الناس، ومشاكلهم، تحدثوا في السياسة والاقتصاد والتنمية والإدارة العامة، وبعضهم طرح حلولا يعتقدون أنها قد تنجح لمعالجة الواقع.

غدا الثلاثاء الكبير، يومنا الذي يتوجب استثماره بكل الأشكال والأوجه، وجعله مفترق طريق للسير في طريق التحديث والإصلاح، طريق تحدثنا عنه مطولا سواء في خطاباتنا أو جلساتنا الخاصة والعامة، طريق علينا رضفه وتعبيده معا من خلال كثافة التصويت، واختيار الأنسب الذي يحدثنا في السياسة والاقتصاد.

غدا موعدنا الكبير، لوضع أولئك الذين تسلقوا وخطفوا إرادة الناخبين خلف ظهرنا، وتركهم في بيوتهم، وانتخاب مجلس نيابي قوي فيه من المشرعين والبرلمانيين من نتوسم بهم قدرة على التصدي لكل ما يحاك حولنا من تعقيدات، سواء كانت خارجية أو إقليمية أو داخلية.

علينا طرح السلبية جانبا، وعدم السؤال ماذا فعل لنا المجلس السابق أو الذي سبقه، فصوتنا يوم غد يحدث فرقا، صوتنا للبرنامج والأفكار هو الذي يجلب لنا نوابا تحت قبة البرلمان يملكون قدرة في التأثير بالمشهد، وليس نوابا يتأثرون ويجاملون، ويحسبون حساب هذا وذاك، نوابا يحملون فكرا يدافعون عنه، ورؤية يسعون لتنفيذها، ولذا، فإن خيارنا يوم غد اختيار من نراه أنسب وأفضل وأقدر على حمل لواء الدفاع عن حقوقنا كمواطنين، انتخاب من نرى فيه قدرة على التشريع والرقابة، والمحاسبة والمحاججة، وليس المجاملة، ولديه قدرة على التغيير، والدفاع عن الأردن وطنا، وحدودا، وبشرا، وحمل راية مصلحة المواطن ولقمة عيشه، وتطلعاته، وأمانيه.

لو تمعنا في المشهد، سنرى بأم العين أحداثا سياسية ومخططات تجري حولنا، وقتلا ومجازر وإبادة جماعية تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية، ومطامع يعبر عنها قادة الاحتلال والمشاركون في حكومته تجاه الأردن، واعتداءات يومية على القدس والمقدسات وخرقا لوصايتنا عليها، وتصريحات استفزازية تطال الأردن بشكل يومي من قبل النازيين الجدد في إسرائيل.

كل ذلك يدفعنا لكي ننتخب بقوة ونشارك بفاعلية، وعند الصندوق نتريث لوضع صوتنا لمن نراه يستحق، لمن يحدثنا في الاقتصاد والسياسة والتنمية، ويمتلك رؤية واضحة لتحقيق برنامجه وتطلعاته، ويستطيع التصدي لعربدة إسرائيل المتواصلة صباح مساء.

طريق الإصلاح يبدأ من خلال انتخاب مجلس نيابي قوي وفاعل، ولذا فإنه من غير المقبول أن يخرج علينا ثاني يوم الاقتراع من أثر البقاء في بيته وتقاعس، لكي ينتقد ويتحسر، ويهاجم، فذاك أثر المشاهدة عن بعد، ولم يساعد أو يسهم في التغيير، ولذا فإن المطلوب منا قبل أن يأتي ذلك اليوم الذي نتحسر عليه، وانتقاد خيارات الناس، أن نذهب بكثافة حتى نمنع وصول من لا يستحق لقبة البرلمان، والمساعدة والمساهمة في إيصال الأفضل والأقدر على قراءة المرحلة ويمتلك قدرة على الوقوف بوجهها.

دعونا نتفاءل بواقع أفضل، وذلك يتحقق من خلال تكثيف التصويت يوم غد، واختيار البرامج والسياسات بعيدا عن أي جهوية أو عصبية أو قبلية أو عشائرية، ووضع صوتنا لمن يستحق وتراه أهلا للجلوس في العبدلي حيث مجلس النواب، فتوسيع قاعدة المشاركة من شأنه توسيع جودة الخيارات، ومنع بعض من نراه غير أهل للتشريع والرقابة من الوصول للنيابة، وتمثيل الشعب وحمل رؤيته.

فلنجعل يوم غد كبيرا بحق، نفتخر به ونزهو، ونحتار الأنسب ونرفض من لا يستحق.

(الغد)






زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق