شارك وغير

عبد الحكيم القرالة

يوم يفصلنا عن الاستحقاق الدستوري بإجراء الانتخابات النيابية في المملكة، لانتخاب مجلس النواب العشرين وسط آمال وتطلعات بالوصول إلى مجلس نيابي كفؤ ومتمكن ليكون رافعة لمؤسسات الدولة في مواجهة عديد التحديات داخليًا وخارجيًا بمشاركة فاعلة للأحزاب بوجود كوتا للأحزاب، فضلًا عن أن هذه الانتخابات مختلفة شكلًا ومضمونًا لحدود جيدة والتطلعات ومسيسًا.

السعي لحصد مقاعد عبر الدوائر المحلية ما يعني برلمانًا محزبًا بأثر إيجابي يثري الحياة البرلمانية والسياسية ويؤسس حكومات حزبية وبرلمانية مستقبلًا تسهم في رفعة الوطن وخدمة المصالح العليا للدولة.

وهنا فإن الطموح يبقى محض آمال وتطلعات إن لم تكن المخرجات كفؤة وقادرة على إحداث التغيير الإيجابي المنشود الذي يتوق له الأردنيون باختيار أشخاص على قدر كبير من المسؤولية الوطنية يملكون خصال البرلماني الفذ القادر على القيام بواجباته على أكمل وجه في الشقين التشريعي والرقابي.

المطلوب اليوم توافر الإرادة والقناعة لدى الناخب نحو التغيير الإيجابي الذي نريده، لكن ذلك ليس له سبيل سوى المشاركة الفاعلة وإقبال المواطنين على صناديق الاقتراع لاختيار الأفضل والنسب بعيدًا عن أية اعتبارات ضيقة تبطل مفهوم حسن الاختيار.

لا يختلف اثنان على أن المشاركة هي جوهر التغيير، فلا يمكن أن نغير ونحقق المأمول دون أن نساهم به عبر ممارسة الحق الدستوري المتمثل بالاقتراع، فالسكونية والسلبية لا تمكننا من تحقيق ذلك والتنظير كذلك، ما يعني ضرورة الإدلاء بالصوت واختيار من تجد فيهم الأشخاص القادرين على ممارسة العمل البرلماني بكل اقتدار.

الوطن يواجه أزمات وتحديات كثيرة ومعقدة ويحتاج لمؤسسات دستورية قادرة على تحمل مسؤولياتها والقيام بواجباتها الوطنية بقوة وحرفية، والبرلمان أبرزها عبر التكامل والتشارك مع باقي المؤسسات، وهنا فالمشاركة السياسية تأتي في صلب المواطنة الصالحة.

الكثير يتحفظ على أداء المجالس النيابية المنتخبة وعلى أدائها في الشقين التشريعي والرقابي، ما أنتج أزمة ثقة كبيرة بين المواطن والبرلمان، وازدادت هذه الفجوة مع مرور الوقت بين الطرفين، غير أن الواقع يقول إنها نتيجة اختيارنا، وبالتالي من يتحفظ وينتقد ويطالب بالتغيير عليه أن ينتخب ويساهم بذلك.

جملة القول، الوطن يستحق منا الكثير، فعلينا أن نؤدي واجبنا تجاهه بالإقبال على صناديق الاقتراع واختيار الأفضل، لتجويد المخرجات التي نتوق لها جميعا بأيدينا عبر المشاركة وحسن الاختيار، والمنتج مسؤوليتنا جميعًا ونتاج خياراتنا. الثلاثاء يوم تاريخي وحاسم، ونجاح هذا اليوم الوطني لنشارك ونسهم بالتغيير الإيجابي المنشود. والله والوطن من وراء القصد.

(الرأي)






زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق