المشهد اليوم
سميح المعايطة
ونحن على أبواب العام الثاني من العدوان على غزة، ويبدو المشهد الفلسطيني والإقليمي مختلفًا عما كان قبل عام. الوضع اليوم في غزة تحت الاحتلال العسكري المباشر من جيش الاحتلال، الذي يسيطر على الأرض بعدما دمر كثيرًا مما فوقها. يعاني أهل غزة من فقدان قوافل الشهداء والجرحى والمفقودين والمعتقلين، ويواجهون صعوبات في الحصول على أسباب الحياة والرزق والخدمات.
في ظل استمرار الاحتلال، لا يبدو أن هناك مستقبلًا سياسيًا أو أفقًا لحل قريب. وقد توافق هذا مع ما قاله السنوار في رسالته للحوثيين، بأن حماس مستعدة لحرب استنزاف طويلة، لكن ذلك يأتي في سياق الوضع السكاني والخدماتي الحالي، مما يعني استمرار الاحتلال دون إعمار، بل مع محاولات للالتقاط شيء من أسباب الحياة.
غزة اليوم، مع عودة الاحتلال وسيطرته على جميع منافذها، وخاصة معبر رفح، أصبحت ملفًا أمنيًا وسياسيًا مقلقًا لمصر. بينما في الضفة الغربية، يشهد توترًا وتصعيدًا إسرائيليًا في إطار رؤية سياسية عقائدية ترى أن الضفة يجب أن تكون جزءًا من إسرائيل. تعمل إسرائيل على خلق واقع في الضفة يحقق هذا الهدف على المدى الطويل. كما أن الوضع في غزة أصبح مصدر قلق لمصر، فإن الضفة أيضًا تمثل ملفًا أمنيًا وسياسيًا مقلقًا للأردن.
وفي واشنطن، كانت إدارة بايدن حريصة على تقديم دعم شامل لنتنياهو خلال عام العدوان الأول. ومع احتمال عودة ترامب، فإن الدعم قد لا يختلف كثيرًا عن إدارة بايدن، رغم الفروق في الصخب والوضوح.
عندما تستخدم حماس مصطلح “حرب الاستنزاف”، فإنه يذكرنا بتحول حماس في غزة إلى تنظيم تحت الأرض، يعمل بطريقة مشابهة للقاعدة، مع بناء خلايا نائمة تعمل خارج غزة. أما السلطة الفلسطينية، فهي تحت ضغط إسرائيلي يهدد حتى دورها الخدمي، رغم وجود بعض القوى الدولية والإقليمية التي تؤمن بخطر الفوضى في الضفة.
بعد عام من العدوان، أصبح لدينا قضية غزة وملف الضفة وقضية القدس، لكن دون وجود ملف موحد للقضية الفلسطينية، التي نحلم أن تكون نهايتها دولة فلسطينية وحقوقًا كبرى.
(الرأي)