من جرش.. الملك تأكيد على الثوابت ورؤى لتحقيق الأفضل
نيفين عبد الهادي

جلالة الملك عبدالله الثاني بين أهله في محافظة جرش، حديث بشفافية ووضوح، ووضع كافة ملفات المرحلة على طاولة الحوار ما بين القائد وشعبه برسائل ثمينة في الشأنين المحلي والخارجي، وطمأنة أن الأردن مستمر في مسيرة التحديث، ولجهة مواجهة أي محاولات للمساس بسيادة الوطن، وكذلك فيما يخص القضية الفلسطينية والثوابت الأردنية التي يتشبث بها الأردن تاريخيا بالوقوف مع الأشقاء الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، ومواصلة الدور العظيم في رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، ورفض ومواجهة كل محاولات التهجير.
حديث جلالة الملك مع أهله في جرش، حمل رسائل هامة جدا، ورؤية للقادم و»جردة حساب» للأيام الماضية، سيما ما يتعلق بإجراء الانتخابات النيابية 2024، وتفوّق الأردن بها وانعكاساتها على استمرار مسيرة التحديث السياسي، بتأكيد من جلالته أن إنجازها يعد إنجازا لأولى مراحل التحديث السياسي، وأعرب جلالته «عن أمله في أن تكون الانتخابات نقطة انطلاق نحو حياة برلمانية حزبية برامجية تلبي طموحات الأردنيين»، وفي ذلك رسالة من جلالته أن المسيرة الإصلاحية مستمرة، ويجب التأسيس على الانتخابات لحياة برلمانية حزبية برامجية هي معادلة نموذجية للقادم السياسي، وبطبيعة الحال أن يلبي ذلك طموح الأردنيين، في جعل هذه المعادلة الهامة نهج عمل حتما سنصل لمشهد سياسي نموذجي وإيجابي.
ومن خصوصية جرش، تحدث جلالته في رسالة أخرى هامة جدا، فيما يخص جغرافيا المكان ومقاربته بالتشجيع السياحي، والإرث التاريخي العريق لجرش، وامتداد ذلك بالطبع لجغرافيا الأردن كافة، حيث أعرب جلالته «عن اعتزازه بوجوده في جرش التاريخ والحضارة والأصالة التي حملت وجه الأردن للعالم، وعكست التنوع الثقافي والاجتماعي والسياحي في المملكة»، وأشار جلالته «إلى الفرص الواعدة في المحافظة، خاصة في قطاع السياحة، مؤكدا أهمية الاستثمار فيها»، وفي حديث جلالته خارطة طريق سياحية لجرش، وللمملكة، سيما وأن حديثه جلالته يأتي من مدينة وصفها جلالته بالتاريخ والحضارة والأصالة، في إشارة للمنظومة السياحية المتكاملة التي من شأنها صناعة منتج سياحي منافس ويتمتع بثراء جاذب لكافة أنواع السياحة.
وفي إشارة هامة من جلالته تحدث جلالته عن أهمية دمج المجتمع المحلي بهذه الصناعة الواعدة والهامة «السياحة» عندما لفت جلالته «إلى ضرورة أن يستفيد أبناء المحافظة وبناتها من هذه الفرص لإقامة مشاريع ريادية وإنتاجية تمكنهم من بناء مستقبل واعد»، وفي الحديث عن السياحة والتنمية ودمج المجتمع المحلي بها، هي صيغة سياحية اقتصادية تنموية متكاملة، تقود لتأكيد واضح على ضرورة الاستمرار في تنفيذ التحديث الاقتصادي والإداري، وصولا لما تحدث عنه جلالته «تنمية شاملة يلمس الأردنيون أثرها في كل مدينة وقرية»، فليس هناك وصفة عبقرية أكثر عمقا من حديث جلالته للتنمية والإصلاح والتحديث، والتطوير، علاوة على العبقرية السياسية التي تحدث بها جلالته في الجانب السياسي محليا واقليميا، وما هو متعلق بالقضية الفلسطينية والثوابت الأردنية ورفض التهجير، هو حديث حقيقة «يدرّس» للباحثين عن غد مليء بالإنجازات المؤكدة، وبالإيجابية في كافة المسارات سياسيا واقتصادي واداريا.
من جرش، وجه جلالة الملك رسائل هامة، وجوهرية بدلالات عبقرية لجعل الدرب ممهدا للعمل والتطبيق، في كافة القطاعات، بإشارات استثنائية لقطاعات هامة تحديدا السياحي منها، فحديث جلالته يضع قاطرة العمل على مسارها الصحيح، وعلى الجهات التنفيذية المضي بالتنفيذ للوصول إلى الأفضل.
(الدستور)