جيشنا ومخابراتنا في الدراما

بلال حسن التل

تحدثت في مقال سابق عن دور الدراما ومسلسلاتها في بناء الوعي والمفاهيم، وإيصال الرسائل. وقد أدركت العديد من الدول أهمية الدراما في تحقيق هذه الأهداف، فسخرتها لنقل رسائلها، وإبراز إنجازاتها، ورفع معنويات مواطنيها. في هذا السياق، تبرز التجربة المصرية كنموذج مثير للاهتمام في استخدام الدراما لدعم أهداف الدولة، حيث تم إنتاج العديد من الأفلام التي تسلط الضوء على بطولات الجيش المصري وأجهزة المخابرات، سواء خلال الحروب مع إسرائيل، أو في مواجهة أشكال التطرف، أو في مكافحة عصابات تهريب السلاح والمخدرات، أو في كشف العملاء. ومن بين الأعمال السينمائية والدرامية في هذا المجال، نجد “رأفت الهجان”، “السراب”، “الممر”، و”الاختيار”، وغيرها. تجدر الإشارة إلى أن المؤسسة العسكرية المصرية دعمت الكثير من هذه الأعمال.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: أليس من الجدير بقواتنا المسلحة، جيشنا العربي، أن تُنتج أعمال درامية تعكس إنجازاته، وبطولاته، وتضحيات أبطاله؟ ألا تستحق معركة الكرامة أكثر من عمل درامي يبرز بطولات جيشنا العربي، الذي أطلق من خلالها فجر الانتصارات العربية، وأنهى أسطورة الجيش الذي لا يُقهر؟

ألا تستحق بطولات الجيش العربي على أسوار القدس، وفي باب الواد واللطرون، أن تُصوّر في أعمال درامية؟ ألا تجب أن تكون أدوار قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية في مكافحة عصابات تهريب السلاح والمخدرات محورًا لدراما مؤثرة؟

ألا تستحق جهود استخباراتنا ومخابراتنا في ملاحقة المؤامرات وكشف الجواسيس أن تُروى من خلال أعمال درامية؟

ألا يستحق قصة فراس العجلوني ورفاقه أن تتحول إلى عمل درامي؟ ألا تُعتبر قصة راتب البطاينة مادة ثرية لعمل درامي؟ ألا ينبغي أن تخلد بطولة وتضحية الشهيد خضر شكري يعقوب في عمل درامي؟

ألا تستحق مأساة الطيار الشهيد معاذ الكساسبة أن تُوثق دراميًا، لتسلط الضوء على دور الأردن في مواجهة عصابات التطرف والإرهاب؟

ألا تجب أن تُروى قصة تعريب الجيش العربي الأردني في أكثر من عمل درامي؟

أجزم أن هناك في سجلات قواتنا المسلحة، كما في سجلات الاستخبارات والمخابرات الأردنية، مئات القصص التي يمكن تحويلها إلى أعمال درامية. صار إنتاجها واجبًا وطنيًا، لأنها تسهم في بناء الثقة بالنفس والوطن، وتعزز الروح المعنوية لشعبنا، وتعمل على تمتين جبهتنا الداخلية، وبناء وعينا الجمعي. فهل هناك من يتصدى لأداء هذه المهمة التي ترتقي إلى مستوى الواجب؟

(الرأي)






زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق