أيمن الصفدي: قوة الدبلوماسية الأردنية في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية

هاني الهزايمة

في خضم التوترات المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط، يبرز وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي كأحد أبرز الأصوات العربية المؤثرة التي تتمتع بالشجاعة والصلابة في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية ومواجهة الممارسات الإسرائيلية العنيفة. يتميز الصفدي بدقة كلماته وعمق طرحه، حيث أثبت نفسه كأحد الدبلوماسيين القلائل القادرين على تحدي السياسة الإسرائيلية بشكل صريح في المحافل الدولية، متحديًا آلة الحرب التي لا تتردد في قتل الأبرياء وتدمير البنية التحتية.

الوزير الصفدي، الذي يعد تجسيدًا لرؤية الملك عبدالله الثاني والشعب الأردني، ليس مجرد دبلوماسي رفيع المستوى، بل هو أيضًا شخصية تتمتع بخبرة واسعة تشكلت عبر سنوات من العمل الدبلوماسي والسياسي، إضافة إلى مسيرته الصحفية التي تعكس توجهات الرأي العام العربي والدولي. ومن خلال تصريحاته، يعبر الصفدي عن مشاعر كل أردني وعربي يرفض الظلم ويطالب بالعدالة، مما يمنحه عمقًا في الرؤية وفهمًا دقيقًا لمشاعر الشعوب.

لقد استطاع الصفدي بصوته الجريء التعبير عن الإحباط المتزايد لدى الملك والشعب الأردني من الصمت الدولي وفشل مجلس الأمن في وقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة ولبنان. لطالما كان موقف الأردن ثابتًا في دعمه للقضية الفلسطينية، وقد اكتسب دور الصفدي زخمًا أكبر بفضل قيادته للدبلوماسية الأردنية تحت إشراف الملك عبدالله الثاني. وفي آخر تصريحاته خلال اجتماع مع نظرائه العرب، قدم الصفدي صورة واضحة لجرائم الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو، واصفًا إياها بأنها حكومة “إجرامية” تسعى لتأجيج الصراع.

لكن ما يميز الصفدي هو قدرته على تجاوز مجرد التنديد، حيث وجه تحذيرًا شديد اللهجة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، محذرًا من أن عدم اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف العدوان الإسرائيلي سيؤدي إلى كارثة إقليمية. جاءت تصريحاته في لحظة حرجة، حيث تستغل إسرائيل التردد الدولي والعجز العربي لإشعال الصراعات على عدة جبهات.

في المشهد الدبلوماسي الدولي، يتمتع الصفدي بقدرة فائقة على استخدام لغة قوية ودقيقة لوصف الواقع الصعب الذي يعيشه الشعب الفلسطيني. لا يتردد في توجيه الاتهامات المباشرة للحكومة الإسرائيلية، متهمًا إياها بالسعي لتوسيع نفوذها على حساب الشعب الفلسطيني. وصفه لـ”آلة الحرب الإسرائيلية” التي لا تتوقف عن إلحاق الدمار بالمناطق الفلسطينية كان صريحًا، مسلطًا الضوء على وحشية الجرائم التي ترتكبها إسرائيل.

تبدو إسرائيل، في ظل قيادة نتنياهو، كدولة تتبنى سياسة الحرب كاستراتيجية دائمة، مستغلة الضعف العربي والتردد الدولي لاستفزاز الشعوب والدول العربية. وتعتمد هذه الاستراتيجية على التفكك العربي لتواصل جرائمها دون مواجهة ضغوط دولية حقيقية.

يؤكد الصفدي أن المرحلة الحالية تتطلب من الدول العربية التوحد خلف موقف قوي، بعيدًا عن الخلافات والانقسامات. لم يعد من المقبول أن يبقى الصوت الأردني هو الصوت العربي الوحيد المدافع عن حقوق الفلسطينيين. إن توحيد الصف العربي بات ضرورة استراتيجية في مواجهة السياسات العدوانية الإسرائيلية.

في ختام تصريحاته، وجه الصفدي رسالة تحذيرية لمجلس الأمن والأمم المتحدة، مؤكدًا أن الفشل في كبح السياسات العدوانية الإسرائيلية سيؤدي إلى نتائج كارثية على المنطقة. الحاجة باتت ملحة للتحرك الدولي الفوري قبل فوات الأوان.

لقد أصبح أيمن الصفدي، بمواقفه الحازمة، رمزًا للقوة الدبلوماسية العربية في مواجهة الصمت الدولي والتخاذل العربي. لكن الأردن لا يمكنه مواجهة هذه التحديات بمفرده، فالمنطقة بحاجة إلى أصوات عربية أخرى تشارك الصفدي نفس الشجاعة والإصرار قبل أن تنفجر في صراع لا تعرف نهايته.

(الرأي)






زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق