انطلاق المؤتمر الشبابي المحلي للتغير المناخي
هلا أخبار – انطلقت في عمان، أعمال مؤتمر الشباب المحلي للتغير المناخي (LCOY 2024) الذي تنظمه وزارة الشباب بالشراكة مع وزارة البيئة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، وهيئة أجيال السلام، وجامعة الحسين التقنية.
وأكدت سمو الأميرة دانا فراس، رئيسة الجمعية الوطنية للمحافظة على البترا، وسفيرة “اليونسكو” للنوايا الحسنة للتراث الثقافي، خلال مشاركتها في ورشة عمل حول البيئة والتراث ضمن فعاليات المؤتمر، أهمية مشاركة الشباب وأصحاب العلاقة في مثل هذه المؤتمرات التي تعد منصة حيوية لتسليط الضوء على العلاقة الوثيقة بين التراث الثقافي والتغير المناخي.
كما أكدت سموها الحاجة لتحفيز الشباب ليكونوا جزءا من هذه الجهود، فالتوعية بموضوع التغير المناخي والحفاظ على تراثنا هو واجب جماعي يسهم في حماية هويتنا الثقافية ويعزز من استدامة بيئتنا.
وتضمنت فعاليات المؤتمر جلسة حوارية شارك خلالها وزيرا البيئة الدكتور معاوية الردايدة، والشباب المهندس يزن الشديفات، وممثل “اليونيسف” في الأردن فيليب دوامل، تناولت دور الشباب في سياسات المناخ والتنمية المستدامة.
وقال الردايدة، إن الأردن يبذل جهودا كبيرة لتعزيز الأداء البيئي وتحقيق الاستدامة رغم التحديات البيئية المتزايدة، حيث تعكس هذه الجهود الالتزام القوي بالسياسات المناخية، التي تساهم في تحسين جودة الحياة وحماية البيئة ورفع المنعة تجاه التغيرات المناخية، مشيرا الى أن الشباب الأردني يلعب دورا محوريا في هذه المساعي، حيث يسهمون بفاعلية في المبادرات البيئية والتوعية ويعملون في كافة مجالات العمل المناخي.
واعتبر أن دعم مشاركة الشباب في المؤتمرات الخاصة بالتغير المناخي، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي والدولي، من أبرز الجهود التي يمكن أن تساهم في تعزيز الوعي البيئي لديهم وزيادة قدراتهم وبالتالي انخراطهم في منظومة العمل المناخي، من خلال المشاركة في مؤتمرات شبابية خاصة بالتغير المناخي مثل (RCoY & LCOY ) وكذلك دعمهم للمشاركة في مؤتمر الأطراف الخاص بالتغير المناخي الذي يعقد كل عام، حيث يتمكن الشباب من تعلم اللغة الخاصة بالسياسات المناخية وفهم كيفية صياغتها بشكل فعال.
وأشار الى أن مثل هذه المؤتمرات تعد منصات مهمة حيث يتبادل الشباب الأفكار والتجارب ونقل التكنولوجيا، ما يعزز من قدرتهم على المساهمة في النقاشات البيئية بشكل مدروس وواعٍ.
من جانبه أكد الشديفات أن قضايا البيئة لها مساحة كبيرة في العمل الشبابي في الوزارة، متطرقا الى ما تنفذه الوزارة من برامج تعنى بالتغير المناخي والاقتصاد الأخضر و الأمن الغذائي والمبادرات الخضراء والملتقيات الريادية حول البيئة. وفي معرض إجابته عن دور المراكز الشبابية في تفعيل العمل المناخي أشار الشديفات الى خطة الوزارة لتطوير عمل المراكز وتوسيع شمولية البرامج التي تقدمها واستحداث حاضنات الأعمال في كافة المحافظات التي من شأنها توفير بيئة حاضنة للمبادرات الشبابية في العمل المناخي.
وأضاف، إن الشباب اليوم هم الأقدر على توظيف التكنولوجيا في تقديم الحلول الريادية لمواجهة آثار التغير المناخي إضافة إلى تعزيز الوعي البيئي من خلال ثقيف الأقران، مشيدا بالجهود الوطنية والشبابية في العمل المناخي والمشاركات الشبابية المتميزة في المحافل الدولية والعالمية والتي كان آخرها (COP28).
من جهته قال ممثل “اليونيسف” في الأردن فيليب دوامل، “إن الشباب في الأردن هم القوة الدافعة نحو التنمية المستدامة للأردن، معتبرا أن مؤتمر الشباب للتغير المناخي (LCOY 2024) الذي يقوده الشباب من جميع أنحاء المملكة، مثال على كيفية مساهمتهم في تطوير حلول مستدامة لتغير المناخ.
وأكد أن قادة الشباب في مجال العمل المناخي سيكونون جزءاً من الوفد الرسمي الذي سيمثل الأردن في المناقشات العالمية خلال مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين (COP 29)، الذي سيعقد في أذربيجان في تشرين الثاني المقبل العام.
وخلال جلسة حول دور المنظمات غير الحكومية في دعم العمل المناخي، أكدت الرئيسة التنفيذية لهيئة أجيال السلام، لما الحطاب، التزام الهيئة برفع وعي الشباب بقضايا المناخ والبيئة.
وقالت، “نعمل وفق نهج شمولي تشاركي، ونؤمن أن خفض الانبعاثات والتكيف مع تأثيرات تغير المناخ في الأردن يتطلب نهجًا وطنيًا شاملاً يشارك فيه جميع الأطراف المعنية: الحكومة، القطاع الخاص، مؤسسات المجتمع المدني، والمنظمات الدولية.
وأكدت الحطاب أن الشراكات التي بنتها الهيئة مع القطاعين العام والخاص، والمنظمات غير الحكومية، والأوساط العلمية، تشكل دليلاً واضحًا على التزام هيئة أجيال السلام بوضع بصمة مميزة في التصدي لهذه الظاهرة على الصعيدين الوطني والعالمي ونفتخر بأن المؤتمر يقاد بالكامل من قبل شباب ناشط في العمل المناخي”.
وتتضمن فعاليات المؤتمر الذي يقام بدعم من بنك الاتحاد والوكالة الكورية للتعاون الدولي، على مدار يومين؛ جلسات حوارية حول تأثر تغير المناخ على القطاعات الحيوية، ودور الشباب في العمل المناخي، والمناخ وجدول أعمال الشباب والسلام والأمن، ودور مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات في دعم العمل المناخي.
كما تتضمن الفعاليات إقامة ورش عمل حول العدالة المناخية، والصحة النفسية وتغير المناخ، والشمولية في العمل المناخي، والزراعة الذكية والثقافة والفن من أجل المناخ، إضافة الى عرض تجارب الشباب الناشطين في العمل المناخي، وسيتم إعلان ورقة سياسات من قبل الشباب المشاركين لتشكل التزاما من الشباب وصناع القرار لمواجهة االتغير المناخي.
ويهدف المؤتمر الذي يشارك بأعماله 200 شاب وشابة من المهتمين والناشطين في المجال المناخي إلى رفع الوعي البيئي وتسليط الضوء على المبادرات والمشاريع الشبابية الريادية في مواجهة آثار التغير المناخي، وتمكين الشباب من مشاركة صناع القرار في وضع السياسات واتخاذ إجراءات مناخية فعّالة.
ويوفر المؤتمر منصة للشباب للمشاركة في وضع البدائل والحلول لمواجه آثار التغير المناخي ودعم الابتكارات والمشاريع الخضراء، وإعداد قادة مناخيين شباب من الأردن للمشاركة في الشبكات العالمية مثل مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP29) الذي سيعقد هذا العام في أذربيجان.