طبيب يعود من غزة: “دخلت شخصا وخرجت شخصا آخر”
العراقي محمد الطاهر يروي لراديو هلا مشهدا من رحلاته الطبية إلى غزة

هلا أخبار – محمد فريج
في رحلة إنسانية امتدت لسبعة أشهر، قضاها بين أروقة المستشفيات المهدّمة وأصوات القصف، عاد الطبيب العراقي محمد الطاهر إلى بريطانيا، لكنه لم يعد الشخص ذاته.
محمد الطاهر، الجراح المتخصص في الصدمات وجراحة العظام والأعصاب الطرفية، ورئيس الجراحين في مؤسسة فجر الطبية، كان شاهدا على واحدة من أقسى فصول المأساة في قطاع غزة.
دخل المدينة لأول مرة عبر معبر رفح محملا بالمساعدات الطبية، لكنه غادرها بعد أسابيع مثقلا بالندم، “غير قادر على تقبل فكرة ترك أهلها في محنتهم”.
يقول في لقاءه عبر برنامج مروحين مع نسرين عبر راديو هلا: “لم تمض أيام حتى قررت العودة مجددا، ثم مرة ثالثة، في مهمة لم أغادرها إلا بعد وقف إطلاق النار”. الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني 2025، منهياً 15 شهرا من “الإبادة الجماعية”، والعدوان على قطاع غزة.
في مستشفى الشفاء، الأقصى، والأوروبي، التقى الطاهر بجثث الأطفال الممزقة، بضحايا جروح لا تلتئم، وبأناس يواجهون الموت كل يوم بابتسامة وإيمان لا يتزعزع. “دخلت غزة شخصا وخرجت شخصا آخر”، يقول الطاهر، مضيفًا أن ما رآه هناك غيّر نظرته للحياة.
لكنه لم يكن الوحيد الذي تأثر… عند مغادرته، حمله أهل غزة على الأكتاف، شاكرين له ولرفاقه الجهود التي بذلوها في ظل الظروف القاسية.
لم يكن مجرد طبيب، بل شاهدا على الصبر، الإيمان، والإنسانية في أصعب لحظاتها، “أهل غزة علّموني دروسا لن أنساها، وتقربت إلى الله أكثر”، يقول بصوت يملأه التأثر.
روايته ليست مجرد قصة طبيب، بل شهادة على معاناة مستمرة، ودرس في الإنسانية لا يمكن تجاهله.
الدكتور محمد الطاهر، جراح عراقي متخصص في جراحة الصدمات والأطراف العلوية والأعصاب الطرفية، وقد تخرج من كلية الطب في إحدى جامعات بريطانيا، وعمل استشاريا في هذا المجال.