الإعلام العسكري: شاهد على تاريخ الوطن ومقاتل بالكاميرا والقلم
مرور 60 عاما على تأسيس مديرية الإعلام العسكري

هلا أخبار – أكد مدير الإعلام العسكري في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، العميد الركن مصطفى الحياري، أن ذكرى الخامس من أيار، التي تمثل يوم تأسيس الإعلام العسكري، مناسبة وطنية عزيزة على قلوب منتسبي القوات المسلحة ومرتبات الإعلام العسكري على حد سواء، مشددا على أنها تمثل مسيرة من العطاء والتميز في خدمة الوطن.
وبمناسبة مرور الذكرى الستين على تأسيس مديرية الإعلام العسكري، استضاف برنامج “حيّهم” عبر أثير إذاعة “جيش إف إم”، العميد الركن الحياري.
وقال الحياري إن “الإعلام العسكري لم يكن مجرد أداة لنقل الخبر، بل كان شاهدا على تاريخ وطن، ومقاتلا خلف الكاميرا والقلم”، لافتا إلى أن كل من عمل في هذه المديرية كان صوت الجندية الأردنية ومرآة للانضباطية والمهنية.
وعن نشأة المديرية، أوضح الحياري أن بدايتها تعود فعليا إلى أربعينيات القرن الماضي حين تم تأسيس “المكتب الثقافي” بقرار من جلالة الملك المؤسس عبدالله الأول، بهدف تعزيز الهوية الوطنية والثقافية داخل القوات المسلحة، في ظل وجود ضباط أجانب آنذاك، “الذين لم تمكن من اولياتهم تعزيز الهوية الوطنية”.
وأضاف أن المديرية تأسست رسميا عام 1965 تحت اسم “مديرية العلاقات العامة”، في ظل الحاجة لجهاز متخصص بتوثيق ونشر نشاطات القوات المسلحة، ونقل الصورة الحقيقية للجهود المبذولة، مشيرا إلى أن “المديرية في حينها بدات بقدرات محدودة لكنها رسخت معايير عالية من الدقة والإنضباط الإعلامي، منذ الإنطلاقة، وكانت لسان حال الجندي الأردني في مختلف الميادين”.
وتم تعديل اسمها عام 1968 إلى “مديرية التوجيه المعنوي” بعد نكسة حزيران، لتعزيز ورفع وشحذ المعنويات الوطنية والروح القتالية، الذي أثمر بنصر الكرامة.
وفي عام 2022، جاء تعديل المسمى إلى “مديرية الإعلام العسكري” لمواكبة التحولات الرقمية والإعلام الحديث.
وبيّن العميد الحياري أن المديرية شهدت تطورا كبيرا في الأدوات والتقنيات والكادر البشري، حيث أُدخلت وسائل تصوير متقدمة، وأُسّست منصات على مواقع التواصل الاجتماعي لنقل الصورة الحقيقية عن القوات المسلحة، أبرزها صفحة القوات المسلحة على “فيسبوك” التي يتابعها أكثر من 700 ألف شخص، وأسهم ذلك في توسيع جمهور المديرية.
وأشار إلى إنشاء “معهد تدريب الإعلام العسكري” كأحد أبرز إنجازات التطوير، حيث يرفد القوات المسلحة بكوادر إعلامية تمتلك المهارات التقنية والمهنية لمواكبة التطور المتسارع في الإعلام الحديث.
كما عبّر عن فخره بافتتاح “مركز التوثيق العسكري” بحضور جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد، ليكون قاعدة بيانات وطنية تحفظ تاريخ القوات المسلحة بالصوت والصورة والنص.
وأكد تقديره لتحفيز ودعم جلالة الملك القائد الأعلى للقوات المسلحة، للمديرية.
وبين أنه لا بد من مواكبة تطور الإعلام الرقمي، من خلال الذكاء الإصطناعي وتحليل البيانات، والإتصال الإستراتيجي، في سبيل تنسيق رسالة القوات المسلحة والدفاع عن أمن الوطن واستقراره.
ووجّه الحياري رسالة إلى جميع مرتبات الإعلام العسكري، قال فيها: “أنتم لستم مجرد ناقلي أخبار، بل أنتم شاهدون على تاريخ وطن، وصوت للجندي الأردني، مقاتلون خلف الكاميرا والقلم، وكل التحية لمن خدم في هذه المؤسسة ورفع رايتها”.
ويصادف هذا العام مرور 60 عاما على تأسيس مديرية الإعلام العسكري، المؤسسة التي لعبت وما زالت تلعب دورا محوريا في نقل جهود القوات المسلحة الأردنية على المستويين المحلي والدولي، وتعزيز صورة الجيش كمؤسسة وطنية راسخة تخدم الأمن والاستقرار.