وزير الثقافة: إعادة إحياء مهرجان الأغنية الأردنية خلال العام الحالي

هلا أخبار – أكد وزير الثقافة مصطفى الرواشدة أن الوزارة تواصل عملها ومشروعاتها المختلفة في توثيق السردية الوطنية الأردنية، وتعزيز حضورها من خلال مختلف برامجها.
كما أكد الرواشدة، في ندوة حوارية شارك فيها بعنوان: “الواقع الثقافي الأردني”، نظمتها “جماعة عمان لحوارات المستقبل” مساء يوم الاثنين، في مقرها بعمان، أن المحافظة على الهوية الوطنية الأردنية محط إجماع أردني.
وقال في الندوة، التي أدارها رئيس “جماعة عمان” الزميل بلال حسن التل، إن العنوان الثقافي، هو عنوان واسع، لافتا إلى أن الوزارة تشتبك مع المواطن من ولادته وحتى غيابه، وكون الثقافة تشكل ملفا اجتماعيا، فهو يحمل الوزارة أعباء كبيرة ومسؤولية أخلاقية.
وبين أن وزارة الثقافة معنية بالثوابت الوطنية والقيم والهوية والسردية الوطنية بكل تنوعاتها وألوانها، وفي الوقت نفسه فهي تقف في مواجهة ثقافة الاستهلاك وتزييف الوعي والتطرف.
الرواشدة الذي لفت إلى أن مردود الثقافة القيمي لا ينعكس مباشرة، وإنما يحتاج إلى وقت طويل ليطرح نتائجه وثمره، لفت إلى أن الثقافة ليست شعرا ورواية وفن تشكيلي وموسيقى وسينما ومسرح وحسب، وإنما هي مجموع هذا كله بالمردود الحضاري على الإنسان.
وبين أن الثقافة هي جزء من التنمية الشاملة، وجزء من الصناعات الثقافية الإنتاجية التي تشكل المحفز لعجلة الإنتاج، ورافعة للدخل الوطني، ووفق هذه الخريطة، فإن الوزارة تقوم وفق خطتها الاستراتيجية الوطنية التنفيذية، بدعم نحو 750 هيئة ثقافية تدعمها الوزارة، وينتسب لها نحو 20 ألف عضو.
كما بين أن الوزارة تعمل بالتعاون مع عدد من الخبراء والمؤرخين على تدوين السردية الوطنية لكل محافظة في مدخل المركز الثقافي باللغتين العربية والإنجليزية للتعريف بالحقب التاريخية التي مرت على المحافظة، ليصار بعد ذلك إلى تدوين السردية الوطنية كاملة.
ولفت الرواشدة إلى أن الوزارة أسست حديثا مديرية لثقافة الطفل، مؤكدا إعادة إحياء مهرجان مسرح الطفل وفق أسس ورؤى جديدة، علاوة على برامج أخرى تتعلق بثقافة الطفل.
كما أعلن عن إعادة إحياء مهرجان الأغنية الأردنية خلال العام الحالي الذي سيسهم بإطلاق طاقات إبداعية شبابية وفنانين يسهمون بتسويق الأغنية الأردنية التي تحمل سرديتنا الوطنية من صلب تراثنا ووجداننا الثقافي.
وأشار إلى ما أنجزته الوزارة على صعيد البنى التحتية، حتى الآن، ومنها مركز ثقافي إربد، عجلون الذي افتتحه جلالة الملك عبدالله الثاني في تشرين الأول الماضي، ومركزي الملك عبدالله والأميرة سلمى في الزرقاء، ومركز الأمير حسين في معان، ومركز الأمير حسن في الكرك، إضافة إلى المركز الثقافي الملكي في عمان، ومن المتوقع افتتاح مركز ثقافي جرش قريبا.
وأشار إلى أن المراكز الثقافية في المحافظات تولي اهتماما كبيرا بموضوع التعليم الرقمي والتقني، حيث تُعقد فيها دورات مستمرة بهذا المجال من خلال مؤسسات رسمية معنية.
وقال إن الوزارة تسعى من خلال المراكز الثقافية ومديريات الثقافة إلى تعليم الفنون والحرف من خلال تزويد الشباب بالخبرات والمهارات في الفنون التشكيلية والموسيقى والحرف التي توفر لهم عملا كريما والتي تعد جميعها جزءا من الصناعات الابداعية التي توليها الوزارة عناية كبرى لتسويق الاردن ثقافيا وسياحيا.
ونوه بالتعاون مع مؤسسة ولي العهد بتوفير أجنحة في مراكز الثقافة (عجلون، الزرقاء ومعان) لتنفيذ عدد من البرامج التي تتصل بالمهارات الحاسوبية.
وعلى صعيد البرامج الثابتة، أشار إلى أن الوزارة استكملت برنامج المدن الثقافية الذي بدأ عام 2007، وتواصل برنامج الألوية الثقافية.
حيث تم اختيار ألوية المعراض، والشونة الجنوبية والشوبك لهذا العام، وهذا البرنامج يقوم على فلسفة توزيع مكاسب التنمية، وتنشيط الحركة الثقافية في المحافظات.
كما أشار إلى مواصلة الوزارة تنفيذ برنامج مكتبة الأسرة، ومهرجان القراءة للجميع والذي يقوم على توفير الكتاب كمصدر للمعرفة بأسعار رمزية، في مختلف حقول المعرفة الأدبية والعلمية، ويناسب اهتمامات الأعمار والحاجات لدى الأسرة، وتخصص نسبة من المطبوعات للأطفال.
ولفت إلى أن التحضيرات تتواصل لإطلاق مهرجان جرش في دورته التاسعة والثلاثين التي تأتي تحت شعار “هنا الأردن ومجده مستمر”، قائلا: “نسعى أن تكون دورة متميزة بمفرداتها الوطنية، وأن تركز على المشاركة الفاعلة للفنان والمثقف الأردني، وتوفر الفرصة لتمكين الشباب والمرأة، وتتيح مساحة للمجتمع المحلي لتقديم منتجه الحرفي الذي يعبر عن قيمه الحضارية العريقة”.
وفي ختام مداخلته في الندوة، قال الرواشدة “نحن ننطلق في الوزارة من أن الثقافة مطلب وطني، وملف اجتماعي، وهي الجدار الأول والأخير للدفاع عن قيمنا وثوابتنا الوطنية، وهي جزء من التنمية الشاملة كما هي جزء من الإصلاح والتحديث، ومواجهة قوى الشر والتطرف”.
وجرى في الندوة، التي حضرها عدد من أعضاء مجلس الأعيان ووزراء سابقون ومسؤولون ومعنيون ومهتمون وأعضاء جماعة عمان، حوار ونقاش حول عدد من الموضوعات التي تتعلق بالمشهد الثقافي والفني في الأردن.