المدرجات تمتلئ والمشاعر تتّحد: الأردن والعراق في أمسية استثنائية

هلا أخبار – في مشهد استثنائي يعكس حجم الشغف الكروي في المنطقة، بدأ الآلاف من جماهير المنتخبين الأردني والعراقي بالوصول إلى محيط استاد عمّان الدولي منذ ساعات ما قبل الظهيرة، استعدادًا لمتابعة المباراة المنتظرة بين “النشامى” و”أسود الرافدين”، في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم، والتي تقام مساء اليوم الثلاثاء، في أجواء كرنفالية تجسّد عمق الروابط الرياضية والشعبية بين البلدين.
وانطلقت الهتافات والأغاني في محيط استاد عمان، وارتفعت الأعلام والأوشحة على أكتاف المشجعين، وسط حضور عائلي وشبابي واسع، حيث ملأت الجماهير الساحات الخارجية بحماسها وتفاعلها، في صورة احتفالية جسّدت الروح الرياضية والمودة بين الشعبين.
وكانت عملية الدخول إلى الملعب منظمة وسلسة، بفضل الترتيبات المسبقة والتعاون بين كوادر الاتحاد الأردني والجهات الأمنية، حيث فُتحت البوابات مبكرًا لتخفيف الازدحام، وانتشر المتطوعون لتقديم المساعدة وتوجيه الحضور، كما خُصصت ممرات للعائلات ومناطق مريحة للجمهور، ما ساعد في خلق أجواء إيجابية شجعت على الحضور المبكر.
وفي محيط الملعب، قال خالد الزعبي، (26 عامًا)، وهو يرفع علم الأردن على كتفه: “جيت اليوم من إربد مع أصدقائي لأشجع النشامى، بس الأهم إننا مبسوطين على الأجواء الحلوة والتعامل الراقي، وكأننا في عرس وطني”.
من جانبها، عبّرت زينب علي، وهي إحدى المشجعات العراقيات المقيمات في عمّان، عن سعادتها بالحضور، قائلة: “انا فخورة بوجودي هون، جايين نشجع ونفرح سوا، ما في خاسر اليوم لأن المحبة بينا أكبر من نتيجة المباراة”.
أما الطالبة الجامعية آية الخطيب، فوصفت التنظيم بأنه “محترم وواضح”، وأضافت: “وصلنا بسهولة، ما حسّينا بأي فوضى، واللي حوالينا كلهم مبتسمون ومتحمسون، عنجد الجو بيشجع الواحد يجي كل مرة”.
الأجواء داخل المدرجات لم تكن أقل حماسة، إذ تزينت بالمشجعين من كلا الجانبين، وتبادل الحضور التحية والأهازيج قبل بداية اللقاء.
واللافت، أن الحضور الجماهيري الكبير لم يقتصر على سكان العاصمة، بل شمل مشجعين قدموا من محافظات مختلفة، مما أضفى بعدًا وطنيًا واسعًا على الحدث.
ورغم، أن المنتخب الأردني قد ضمن تأهله لمونديال 2026 بعد نهاية الجولة الماضية، إلا أن الجماهير حاضرة بكثافة، وكأنها تؤكد أن كرة القدم ما زالت قادرة على جمع الناس وصناعة لحظات الفرح والانتماء.
(بترا)