صدور كتاب “نورٌ على نور” للكاتبة مها هاني الجبور

هلا أخبار – صدر حديثاً عن دار أروقة الفكر في عمّان، كتاب “نورٌ على نور” للكاتبة مها هاني الجبور، وهو عمل يتناول بأسلوب وجداني وتأملي قضايا علم النفس الفردي، وتطوير الشخصية، والهوية الذاتية، والتنمية البشرية، عبر اسلوب من الصدق العميق والمراجعة الذاتية.
وفي الكتاب الذي يقع في ١٢٨ صفحةً، تبوح الجبور بتجربتها الشخصية الشاقة مع “متلازمة ستيفنز جونسون”، التي شكّلت منعطفًا جذريًا في حياتها وأفكارها. ومن خلال هذه المحنة الصحية النادرة، تبدأ الكاتبة بإعادة النظر في معتقداتها، وإعادة تعريف مفاهيم النجاح والسعادة والحياة، مستخدمة لغة أقرب إلى البوح الروحي، تدعو القارئ إلى التوقف والتأمل والمراجعة الذاتية.
يمتاز الكتاب بمقاربته المختلفة في الطرح، حيث يغترف من معين التجربة الحياتية المباشرة أكثر من استناده إلى النظريات العلمية المعاصرة. ويعتمد على نصوص قرآنية وأحاديث نبوية وأمثال مأثورة، فضلًا عن تأملات الكاتبة الشخصية، مما يضفي على النص حرارة وجدانية وأسلوبًا عاطفيًا.
ويطرح “نورٌ على نور” أسئلة عميقة حول المسلّمات اليومية، فيسلط الضوء على مفاهيم مثل التشاؤم، والنمطية، والفهم الخاطئ للصبر، وخرافات النجاح، والإسقاطات السلبية في العلاقات، داعيًا القارئ إلى تفكيك هذه القناعات وإعادة بناء معانيه الخاصة للأحداث والمشاعر. فالكتاب، – كما ترى مؤلفته- يتمحور حول فكرة أن المعنى لا يُكتشف بل يُصنع، وأن المشاعر تنبع من التفسير لا من الحدث ذاته، وأن السعادة هي عادة ذهنية قبل أن تكون نتيجة خارجية.
وفي الكتاب كتبت الجبور تحت عنوان : (التطيّر”فكرة العجائز”) “ما جعلني أختار اللون الأسود كغلاف لكتابي الأول؛ فهو نسف فكرة التطير ودحضها، فقد كنتُ في أعوامي السابقة أمارسها دون أن أنتبه، وأنا أبرر معتقداتي وقناعاتي على أنها “فأل حسن أو فأل سيئ” وكنت أربطها باللون الذي لبسته عندما لم أحقق علامة مرتفعة في امتحان ما، أو بحقيبة، ولم أتوفق في الرحلة التي ذهبتها يوم ارتديتها، وهكذا إلى المواضيع الأكبر والأصغر على حدٍ سواء، وسواء قبلنا هذا أم لم نقبل فنحن نمارسه كثيرًا في حياتنا ونفسره على أنه استنتاجات قامت بها كوكبة من جيل العجائز الذي كان في أغلب الأحيان يكذب الكذبة ويصدقها عندما يعجز عن تقديم تفسير منطقي لمشكلة ما أوحل معضلة أرقتهم.