سيادة الأردن في نظر وعقيدة القوات المسلحة

إبراهيم عبدالمجيد القيسي

حازت على اهتمام وأحاديث الناس ووسائل الإعلام، تلك المعلومات، التي قدمها العميد مصطفى الحياري مدير الإعلام العسكري أمس الأول، حول موقف الأردن المعروف، بعدم موافقته على استخدام أجوائه من قبل أية قوى خارجية، والتزام القوات المسلحة بواجب الحفاظ على المملكة الأردنية الهاشمية، وعلى سيادتها، والدفاع عنهما.

قدم العميد الحياري معلومات فنية تقنية حول الصواريخ والمسيّرات التي يقوم الأردن باعتراضها حال دخولها الأجواء الأردنية، وأكد على ضرورة إسقاطها والتعامل معها، وهذا واجب القوات المسلحة الأردنية في الأردن، وواجب أي جيش في أي دولة في العالم.. وهذه هي الغايات من وجود الجيوش، وهي حماية حدود وأرض وماء وهواء وسماء وأرواح أبناء الوطن، وممتلكاتهم، وحقوقهم، وقبل هذا وأثناءه وبعده، الحفاظ على سيادة الأردن، وإبقاؤه حرا منيعا في وجه كل الأخطار.. وحتى الكوارث الطبيعية.

الجيش لا يتحدث بالسياسة، ولا يشتبك مع الصحافة بكل أشكالها، وحين يتحدث او يقدم تعليمات أو معلومات، فهي ليست محل مراجعات صحافية وسياسية، ولا يمكن أن تنطوي على غموض وقابلية لأكثر من قراءة.. سمتها الرئيسية الوضوح، وتوصيل المعلومة التي غالبا تتطلب التزاما بتعليمات مطلوب من الناس ان يعرفوها ويفهموها ويلتزموا بها.

مرفوض، أعني طلب بعضهم عدم اعتراض الأجسام الغريبة التي تعبر فضاء الأردن، أي أن القوات المسلحة الأردنية لا تتخلى عن هذا الواجب الطبيعي القانوني المعروف والمتبع لدى جيوش العالم، وللعلم حتى الطيران المدني، لا يمكن ان يعمل وتحلق الطائرات المدنية في سماء الأردن، وسماوات كل الدول إلا بإذن من جيوش تلك الدول، فلا وحدات الدفاع الجوي المنتشرة في كل مساحات وحدود الأردن، تسمح لطائرة بدخول أجواء الأردن، إلا بإذن عسكري، وتواصل فوري يسمح لهذه الطائرة بالدخول عبر الحدود الجوية الأردنية، تماما كأي سيارة تريد دخول معبر أردني بري، ولا حتى المطارات، تأذن بهبوط أو صعود طائرة من أو إلى أرض المطارات الأردنية، إلا بإذن وإرشادات عسكرية وتواصل حيّ ..

ما يهمني في هذه المقالة، هو توضيح أمر قانوني بديهي، وهو ايضا سياسي، لأنه يترجم موقف الأردن من حرب المقذوفات والطيران والاستخبارات، التي تجري بين إيران من جهة، وحلف متخفّ يعمل تحت اسم «اسرائيل»، ويسعى لانتصارها لإحكام قبضتها على المنطقة ومواردها ومقدراتها.. فموقف الأردن من هذا الصراع ومن غيره واضح، على الرغم من إدانته للعدوان الإسرائيلي على إيران صبيحة الجمعة الماضي، إلا أن الدولة الأردنية ليست طرفاً في تلك الحرب، ولا يمكن أن تكون كذلك، حتى لو حاولت جهات ما توريطها في هذه الحرب، لذلك تستجيب مؤسسات الدولة لهذا الموقف السياسي، وتترجمه حسب مجالاتها، وهذا بالضبط ما تفعله القوات المسلحة الأردنية «الجيش العربي».

وبالنسبة للعسكر، فقد قلناها وما زلنا نقولها ونؤكدها «الجيش هو الأم الرؤوم بالأردنيين والوطن، ويده هي الانظف والأكثر طهرا، وقلبه هو الأنقى، ولسانه هو الأصدق، وعمله هو الأكثر إخلاصا، وتفانيا وولاء ووفاء، وضميره هو الأكثر سلامة وصحة وبياضا»، هذا حاله وذاك هو تاريخه، ولم يهن يوما او يتوانى عن أداء واجبه المقدس.

شكرا للإعلام العسكري على خطابه الواضح الحاسم، الذي لا يقبل تأويلا ولا إشاعات، ولا يشتبك مع تحليلات وتحليقات وتعليقات.

حمى الله الأردن من كل خطر وحقد وعلّة.

(الدستور)





الوسوم
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق