رؤية ولي العهد تدفع عجلة التكنولوجيا والفضاء في الأردن
دعم استراتيجي يثمر مشاريع رقمية وريادية وطنية

هلا أخبار – محمد فريج
في أجواء مشبعة بالفخر الوطني والطموح الاستشرافي، تتعاظم آثار الرؤية الملكية لسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، في دعم قطاع تكنولوجيا المستقبل، لتنعكس مباشرة على الاقتصاد الرقمي والريادة الشبابية، وتفتح أمام الأردن آفاقاً إقليمية وعالمية جديدة. من دعم المبادرات الرقمية الوطنية، إلى تحفيز الإبداع الشبابي في علوم الفضاء، تتجسد هذه الرؤية في سياسات تنفيذية ومشاريع طموحة، تتقدم بها مؤسسات الدولة بالتكامل مع الجامعات والكفاءات الشابة.
دعم مباشر واستراتيجي من سمو ولي العهد
أكد وزير الاقتصاد الرقمي والريادة المهندس سامي سميرات، خلال استضافته في برنامج “هنا الأردن” عبر إذاعة جيش أف أم، أن سمو ولي العهد يولي اهتماما مباشرا واستراتيجيا بقطاع تكنولوجيا المستقبل، بما يشمل الذكاء الاصطناعي، وتقنيات البلوك تشين، والأمن السيبراني، حيث لا يقتصر هذا الدعم على التوجيه الرمزي، بل يمتد إلى إشراف ومتابعة حثيثة تُترجم إلى سياسات وطنية ومبادرات نوعية.
وقال سميرات: “توجيهات سموه الاستراتيجية تشكّل خارطة طريق نعمل من خلالها على تأهيل البنية التحتية الرقمية، وتعزيز المهارات الوطنية، وتهيئة البيئة الجاذبة للاستثمار والابتكار، ما أسهم بوضع الأردن على خارطة الدول الساعية بجدية نحو اقتصاد رقمي مستدام”.
ومن أبرز المبادرات التي تحظى بدعم ومتابعة مباشرة من سمو ولي العهد، مبادرة "Jordan Source"، التي تهدف إلى الترويج للأردن كمركز إقليمي لصادرات الخدمات الرقمية، وتوفر المبادرة منصة للشركات العالمية للاستثمار وتقديم خدماتها عبر الأردن، مستفيدة من البنية التحتية الرقمية المتطورة والكوادر البشرية المؤهلة.
اقرأ أيضا: ولي العهد عن أول مشروع قمر صناعي: "إنجاز أردني بأيدي شبابنا المبدع والريادي"
كما أشار الوزير إلى اهتمام سموه بتطوير تجربة الخدمات الحكومية، حيث تم مؤخرا افتتاح مراكز خدمات حكومية شاملة، بإشراف مباشر من سموه، وبتوجيه واضح: “قدّموا خدمات من طراز عالمي للمواطن الأردني”.
قمر صناعي أردني بسواعد طلابية ودعم أممي
وفي تجل آخر للرؤية الملكية في دعم الإبداع العلمي والتقني، أعلن الدكتور فراس جرار، رئيس قسم الهندسة الميكانيكية في جامعة الحسين التقنية، عن إنجاز وطني جديد: “الريم سات”، أول قمر صناعي أردني صغير (CubeSat) من فئة “ون-يو”، صُمم وطُوّر بالكامل بسواعد طلابية أردنية، وبدعم من مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي.
وقال الدكتور جرار، في مقابلة عبر برنامج “هنا الأردن”، إن المشروع بدأ بمبادرة من الطالبة ديانا الجبور، بدعم وإشراف أكاديمي ومؤسسي، مؤكدا أن القمر الصناعي يهدف إلى تتبع الغزلان المهددة بالانقراض في مناطق الأردن النائية، من خلال تكنولوجيا اتصال منخفضة الطاقة تُعرف باسم LoRa
وأشار إلى أن المشروع استغرق أكثر من عام ونصف من العمل، وتضمن تدريب طلبة من مختلف الجامعات الأردنية على تقنيات الفضاء والتصميم الهندسي، حتى اختير 12 طالبا وطالبة ضمن الفريق الأساسي، نصفهم من الإناث – في دلالة على اتساع المشاركة النسائية في ميادين العلوم المتقدمة.
اقرأ أيضا: مشروع أردني يحصل على دعم من مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي

دعم أممي ورسمي لمشاريع الشباب
وأوضح الدكتور جرار أن المشروع حصل مؤخرا على دعم مباشر من مكتب الأمم المتحدة، يشمل تغطية تكاليف الإطلاق والإدخال إلى المدار، ما يمثل “اعترافا دوليا بجودة التصميم الهندسي الأردني”.
وقال: “هذا الدعم ليس ماليا فقط، بل هو شهادة من خبراء الفضاء على المستوى العلمي للمشروع، ما يعزز طموحاتنا بتطوير قدرات الأردن في قطاع الفضاء والاتصالات”.
وأكد الوزير سميرات أن دعم سمو ولي العهد للريادة ليس شعارا بل ممارسة فعلية، إذ تسعى الوزارة لتمكين الشباب من خلق فرصهم بأنفسهم من خلال الريادة، لا البحث عن وظائف تقليدية. ومن أبرز المبادرات في هذا السياق برنامج “مئة فكرة”، الذي يستهدف قطاعات التعليم، الزراعة، السياحة، والطاقة المتجددة، ويوفر تمويلا وإرشادا للشباب الرياديين، بالتعاون مع القطاع الخاص ومؤسسات التمويل.
اقرأ أيضا: مؤسسة ولي العهد.. 10 سنوات من تمكين الشباب الأردني نحو مستقبل واعد