أخطأنا ثلاث مرات

حسين الرواشدة

أخطأنا ثلاث مرات:

مرة حين فاجأنا الناس بقرارات صعبة استهدفت أرزاقهم ومعيشتهم ولا قدرة لهم على تحملها، دون أن نتوقع ردود أفعالهم ونتحوط لها، أو حتى أن نشاركهم أو نشاورهم فيما اتخذناه، ثم نطمئنهم على أن المسطرة ستشمل الجميع.

ومرة ثانية حين تعمدنا “إغلاق” قنوات التعبير والتنفيس أمامهم.

ثم أخطأنا مرة ثالثة حين تعاملنا مع الموضوع كله بمنطق الاستهانة وأحيانا بمنطق الاستفزاز.

فلم نكتف بحصار الأرزاق والأفواه وإنما ألحقناها بقرارات أثارت غضب الشارع سواء أكانت في مجال التعيينات غير المدروسة أو الرواتب الفلكية لبعض المحظوظين أو المصروفات التي لا مبرر لها، فيما لانزال نطالب بمزيد من التقشف وشد الأحزمة، والناس ينتظرون المزيد من الشفافية والعدالة.

منذ بداية هذا العام تغير المزاج العام وأصبح مضطربا وقلقا بما يكفي لاستدراك الحالة وقراءتها بشكل جدي وعميق.

كانت الرسائل التي تنطلق من أبسط مواطن وتفيض بها وسائل التواصل الاجتماعي تكفي أيضا لمعرفة الاتجاه الذي نسير فيه، ثم جاءت استطلاعات الرأي لتكشف لنا ما تغافلنا عنه، وبعدها جاءت الانتخابات البرلمانية، وما حملته من خيبات.

المؤسف أن لواقطنا السياسية كانت مغلقة عن استقبال أي حديث حول أنين “أوجاع” الناس وأوضاعهم الاقتصادية الصعبة.

والمؤسف أيضا هو أن بعض المسؤولين لم يتعلموا الدرس، لا الذي حصل معنا حين داهمنا الربيع العربي فتجاوزناه بفضل “الحكمة” التي وحدت مكونات الدولة كلها في صف واحد، ولا الذي حصل لغيرنا حين وقعوا في فخ المكابرة وها هم يدفعون ثمنها.






زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق