إطلاق مبادرات لمكافحة الانتهاكات والمعلومات المضللة على الإنترنت

هلا أخبار – أطلق مشروع العائلات في العصر الرقمي (فضاء)، الذي تُنفذه منظمة “ايركس”، وهي منظمة عالمية للتنمية والتعليم بالشراكة مع حكومة كندا، 5 مبادرات مجتمعية تديرها قيادات نسائية، تهدف إلى مكافحة الانتهاكات والمعلومات المضللة على الإنترنت.

وتتضمن المبادرات المجتمعية العيادة القانونية لضحايا الجرائم الإلكترونية، وتدريباً للمواطنين في مجال محو الأمية الرقمية، وحملات عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمراهقين، ورسوم متحركة للشباب، بحسب بيان لمنظمة (ايركس) اليوم الخميس.

ووفقًا لبيان للمنظمة، شرعت مجموعة من النساء في محافظة الطفيلة في رفع مستوى الوعي بالجرائم الإلكترونية وآثارها على المجتمع، إضافة إلى تقديم الدعم المبدئي واتخاذ التدابير الرامية إلى تخفيف الآثار على الضحايا، حيثُ أنشأن في غضون 3 أشهر “العيادة القانونية الرقمية”، ودربن أكثر من 1000 شخص، وقمن انطلاقا من الطفيلة بتوسيع نطاقهن ليشمل جميع أنحاء المملكة من خلال برنامج إذاعي.

وقالت شروق الحمايدة، وهي واحدة من بين أربع قائدات للمبادرات: “لقد رأينا تواتر الجرائم الإلكترونية وتأثيرها ليس فقط على الأفراد، بل على عائلاتهم ومجتمعاتهم ككل، وكان علينا أن نفعل شيئًا حيال هذا الأمر”.

وكجزء من مبادرتهن، أطلقت الحمايدة وزميلاتها الناشطات برنامجًا إذاعيًا مدته شهران بعنوان “العيادة القانونية الرقمية”، التي ينفذها مركز تنمية المجتمع في الطفيلة “الصندوق الاردني الهاشمي للتنمية البشرية (جهد)”، وتم بثه عبر محطتين إذاعيتين محليتين، إذاعة جامعة الطفيلة التقنية وإذاعة فرح الناس.

بدورها، قالت السفيرة الكندية لدّى المملكة دونيكا بوتي: “الفجوة الرقمية بين الجنسين هي واحدة من أبرز مظاهر عدم المساواة، فهي تهدد السلام والتنمية على مستوى العالم، ولا يقتصر الأمر على أن النساء والفتيات يتمتعن بفرص أقل للوصول إلى للإنترنت وفرص أقل لتطوير المهارات الرقمية، بل يتم استهدافهن وتعرضهن لاعتداءات عبر الإنترنت بشكل مجحف”.

وأشارت السفيرة، وفقًا لبيان المنظمة، إلى أن الرقابة على الإنترنت والاعتداءات الرقمية والمضايقات والمساس بالسمعة من شأنهم أن يُثيروا مخاطر أشكال أخرى من العنف القائم على النوع الاجتماعي في العالم المادي.

ويُطلق على نهج “ايركس” الرائد في محو الأمية الإعلامية والمعلوماتية مصطلح “تعلم أن تميز”أو “L2D”، حيثُ تساعد المنهجية المُتبعة في مشروع “فضاء” الأشخاص على استهلاك المعلومات ومعالجتها بشكل ناقد، والتعامل مع المعلومات بمزيد من المسؤولية، والمساهمة في وقف انتشار خطاب الكراهية والقصص المؤذية وأنواع أخرى من المعلومات المضللة.

وقالت رئيسة منظمة “ايركس” ومديرتها التنفيذية الدكتورة كريستين لورد، “إن L2D يُعلم السلوكيات القائمة على المسؤولية والتي يحركها التعاطف من أجل تبادل المعلومات، والتي تعتمد على التفكير النقدي والإدراك العاطفي والتنظيم الذاتي لمساعدة الأشخاص على تعزيز القدرة على مواجهة الاحتيال”.

وأوضحت أن المنظمة تقدم العديد من التعديلات على “L2D” في جميع أنحاء العالم في مبادرات الصحة العامة والفصول الدراسية والمناهج الدراسية والمكتبات والمراكز المجتمعية وبرامج الزمالة والشبكات الخاصة بالأقران.

وبدأ مشروع “فضاء” عام 2018، وقام بتكوين مجموعة من الميسّرات من النساء ذوات الخبرة، اللائي قمن فيما بعد بتدريب نساء أخريات في مجتمعاتهن على المهارات الأساسية للقيادة والمشاركة، بما في ذلك محو الأمية الرقمية والسلامة على شبكة الإنترنت و “L2D”.

وقام مشروع “فضاء” على مدى السنوات الثلاث الماضية بتدريب أكثر من 60 ميسرة في 10 محافظات، واللائي قمن بدورهن بتدريب أكثر من 4000 امرأة، حيثُ زادت التدريبات من دعم النساء في أداء دورهن بوصفهن مؤثرات في أسرهن ومجتمعاتهن المحلية.

وتقوم المشارِكات في مشروع “فضاء” بتنفيذ أربع مبادرات مجتمعية أخرى للنهوض بالمواطنة الرقمية، والتصدي للمعلومات المضللة، ومكافحة الانتهاكات التي تحدث عبر الإنترنت والجرائم الإلكترونية، سيما التي يتعرض لها النساء والشباب، إضافة إلى “العيادة القانونية الرقمية” في الطفيلة.

في حين تقوم مبادرة “علمني” في إربد بتعليم النساء كيفية استخدام المنصات الإلكترونية الأساسية وإنشاء محافظ إلكترونية، وهي مورد مهم عندما يستخدم الكثير منهن منصات إلكترونية لأول مرة في ظل جائحة كورونا، إذ يُساعد التدريب الذي تقدمه جمعية “نشميات إربد الخيرية” في التنقل عبر المنصات الرسمية لتنفيذ الاحتياجات اليومية بشكل آمن ومضمون.

بينما ركزت حملة “هذا أنا” الاجتماعية، التي تم إطلاقها في جرش على إدراك أن إساءة استخدام الصور وتحرير الصور لم يكن له آثار نفسية اجتماعية فحسب، بل كان له أيضًا آثار مادية على الشباب، وخاصة الفتيات، حيث تعاونت القيادات النسائية مع الجمعية الأردنية للتنمية البشرية في جرش لتوفير دورات تدريبية بشأن كيفية اكتشاف الصور المعدلة والمضللة، وتقديم جلسات بقيادة خبراء نفسيين اجتماعيين لتسليط الضوء على الطرق التي يمكن من خلالها استخدام الصور للتحريض على خطاب الكراهية، وكيف يؤثر ذلك الشباب.

وفي السلط، يقوم “نادي الأفلام” بالشراكة مع منظمة موسى الساكت للتنمية، بتزويد الشباب بالتثقيف الإعلامي والتدريب على الإنتاج الإعلامي لسيناريو وتصوير وتحرير مقاطع الفيديو الخاصة بهم، مع تسليط الضوء على قضايا مثل التنمر عبر الإنترنت وخطاب الكراهية والتنميط، وفقًا لبيان المنظمة.

ويعمل الفريق على إنشاء سلسلة من مقاطع فيديو رسوم متحركة قصيرة كجزء من هذه المبادرة وبهدف وصول نصائح التثقيف الإعلامي إلى جمهور أصغر سنًا، وسيعرض الكارتون مفاهيم التثقيف الإعلامي والسلامة الرقمية باستخدام موضوع “الفضاء”، وهو مستوحى من اختصار البرنامج “FADA”، والذي يعني باللغة العربية “الفضاء”.

وقال بيان المنظمة، إن اثنتين من القيادات النسائية قامتا بإطلاق مبادرة “لنحميهم” في جرش والطفيلة، بهدف توعية كل من مقدمي الرعاية والأطفال على حد سواء بمخاطر الإفراط في استخدام الانترنت وسوء استخدامه.

وتوفر المبادرة ورش عمل عبر الإنترنت مع مجموعة من الضيوف بما في ذلك المعلمون وأطفال المدارس واللاعبون المحترفين والخبراء النفسيون والاجتماعيون الذين يتناولون الأسئلة والموضوعات التي اقترحها أفراد المجتمعات المحلية حول عادات الإنترنت ووسائط الإعلام الصحية للأطفال.






زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق