منتدون يعاينون تأسيس مجمع اللغة العربية

هلا أخبار –  عاين منتدون تأسيس اول المجامع اللغوية الرسمية في الوطن العربي وأول مجمع لغوي في الاردن، في ندوة نظمها مجمع اللغة العربية يوم أمس الاربعاء، عبر تقنية الاتصال المرئي “عن بُعد”، وذلك تزامنا مع احتفالات المملكة بمئوية تأسيس الدولة ويوم اللغة الأم الذي أعلنته منظمة “اليونسكو” قبل نحو عقدين ويصادف في 21 شباط من كل عام.

ووفقا لبيان صحفي للمجمع اليوم الخميس، أشار عضو المجمع الدكتور سمير الدروبي الذي أدار الندوة، الى أن وصل الملك المؤسس عبدالله بن الحسين أسس في الأردن عام 1923 أول مجمع لغوي وسُمّي أعضاؤه، ولكن الانتداب البريطاني عطّله.

وأضاف، انه تم إحياء فكرة المجمع وصدر قانون مجمع اللغة العربية الأردني في عهد المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال عام 1976، وبدأ المجمع نشاطاً كبيراً في خدمة العربية، وأطلق مشروع ما التعريب للكتب الجامعية في كليات العلوم في الجامعات الأردنية، وعقد مؤتمراته ومواسمه الثقافية.

وتحدث الدكتور عبدالمجيد نصير عن أصل اختيار 21 شباط من كل عام يوماً للغة الأم الذي يعود للعام 1948 وعرف عددا من المصطلحات منها اللغة الأم وهي اللغة التي يتعرض لها الشخص منذ الولادة، واللغة الأصلية وهي اللغة التي يتحدث بها السكان الأصليون في منطقة ما، وتسمى اللغة العرقية، واللغة الوطنية وهي اللغة السائدة استعمالاً في بلد ما، واللغة الرسمية وهي اللغة المعتمدة رسمياً ودستورياً في بلد ما، واللغة الحية وهي اللغة التي يتحدث بها عدد كاف من الناس وينقلونها من جيل إلى آخر، واللغة التراثية وهي لغة الأقلية السكانية يتعلمها المتحدثون بها في المنازل لكنها لم تتطور بشكل كاف، واللغة الكنز وهي لغة عرقية كادت أن تندثر فأحياها بشغف طائفة من الناس، واللغة العربية السائدة في المجتمعات العربية، واللغة العربية الفصحى وهي لغة القرآن الكريم، لافتا الى أن اكتساب اللغة هو عملية تعلم لغة ما كما هي في بيئتها. من جهته، أشار الدكتور سمير استيتية، إلى أن من أهم أهداف المجمع منذ التأسيس الحفاظ على سلامة اللغة العربية والعمل على أن تواكب متطلبات العلوم والآداب والفنون، مبينا ان هذا يعد جزءاً كبيراً من التخطيط اللغوي. وأكد أن التخطيط يحتاج إلى تضافر مؤسسات الدولة وتعاون المجتمع بطبيعة الحال، كما يحتاج إلى إرادة قوية من الأمة كي تحتل اللغة العربية موقعها الذي يليق بها، مشيرا إلى الانتهاكات الواقعة على اللغة العربية في بعض المراسلات بين المؤسسات وأسماء المحلات التجارية.

وأشار الدكتور إبراهيم بدران، إلى التوجهات المستقبلية التي حددتها الثورة الصناعية الرابعة بمسألة الرقمية والروبوتات وإنترنت الأشياء والتغير في التعليم ليصبح معتمداً بشكل أساسي على التعلّم وليس التعليم؛ موضحا أن الطالب والأستاذ وكل فرد عليه أن يكون دائما مستعداً للتعلّم الذاتي كي يستطيع مجاراة ما يقع من تغيرات متواصلة في العلم والتكنولوجيا والمنتجات.

ولفت الى العديد من الدراسات والأبحاث التي أجرتها منظمة “اليونسكو” والبنك الدولي، والتي أبرزت أن دليل فقر التعلّم في الأردن نسبته 52 بالمئة، وأن أكثر من نصف الطلبة الأردنيين يصلون سن العاشرة وهم لا يتقنون مهارات القراءة والكتابة والاستيعاب والنقاش، وهو ما يجعل قدرتهم على التعلّم مستقبلاً ضعيفة، ما ينعكس على الأداء الكلي للتعليم ويخفض من قيمة رأس المال البشري.

وبحسب الدكتور محمد عصفور فإن مفهوم اللغة الأم أنها اللغة التي لها لهجات تنتمي كلها إلى عصر واحد، فأبناء الأمة الواحدة لا يتطابقون تماما لكنهم يتشابهون تشابهاً يلفت النظر حتى لو كانت الأم تنتمي إلى عائلة فيها لغات أخرى مثل السامية، كما عرفها تعريفا مؤقتاً على أنها اللغة التي يكتسبها كل فرد من أفراد الأمة الواحدة من الأب والأم والعائلة الضيقة والممتدة ويشعرون أن لهم الحق أن يتفننوا بها إن شاؤوا.

وبين عصفور أن هناك مستويين على الأقل في كل لغة من هذا النوع، أحدهما رسمي وآخر غير رسمي.

وتحدث الدكتور علي محافظة عن اللغة العربية وعلاقتها بالأمة، وبين أن هذه اللغة من أقدم لغات العالم، ولذلك فهي الذاكرة الجماعية للأمة والمحافظة على خلاصة تجربتها في التاريخ وحصيلة ما أسست لنفسها من أساليب بالنظر والفكر والتقويم والاكتشاف والإبداع ومختلف مجالات العلوم والتكنولوجيا ومختلف مجالات الحياة. ولفت إلى أن “لغتنا هي المعبر عن هويتنا القومية وما انتهت إليه من مستويات من النضج والنمو، وتعبر بصورة أو بأخرى عن المستوى العلمي والثقافي والإبداعي في الفنون والآداب والعلوم”.






زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق