الذكرى الثالثة والخمسون لمعركة الكرامة الخالدة

بقلم اللواء الركن المتقاعد ثلّاج الذيابات

“وكانت الأسود تربض في الجنبات على اكتاف السفوح وفوق القمم في يدها القليل من السلاح والكثير من العزم وفي قلوبها العميق من الإيمان بالله والوطن , وتفجر زئير الأسود: الله أكبر ”

يُحي الأردنيون في الحادي والعشرين من آذار بكل عام ذكرى معركة الكرامة الخالدة التـــــــي سَطر فيها أبطال الجيش العربي أروع البطولات والتضحيات التي سجلها رجال قواتنا المسلحة على ثُرى غورنا الخالد، ذكرى تشرئب لها الأعناق وتتشوق لها الأنظار وترتاح بها القلـــوب وتبتهج لها النفوس لما حملته للأمة العربية من بشائر خير وما أصلته في أعمــاقــــــنا من أمل وطموح في المستقبل، وفي هذه الذكرى نرفع الأكف تضرعاً لله العليَ القديــر أن يتغمد جلالة المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه بواسع رحمته وأن يرحم شهداءنـــا الأبرار الأخيار ويسكنهم فسيح جنانه وأن يمنح جلالة القائد الملك عبدالله الثاني المفــدى العزم والقوة والعافية ليمضي بالأردن نحو العزة والمجد وتحية الاعتزاز والافتخار نبعثها إلى قواتنا المسلحة الباسلة وإلى الأجهزة الأمنية المختلفة الساهرة على أمن وراحة الوطــــــــــــــن والمواطن ودام الأردن عزيزاً بقيادة جلالة الملك عبداللَه الثاني ابن الحسين المعظـــــم، اما الكرامة المعركة، حيث أعيدت للأمة بأكملها كرامتها وهيبتها وعزتها بعد النكسة التي ذاقت مرارتها في حزيران من عام 1967، واليوم و بعد ثلاث وخمسون عاماً على هذه المعركة التي كانت فصل الخطاب في تاريخ الصراع مع عدو طغى وتجبر، حيث كان يوم الحادي والعشرين من شهر آذار 1968 صفحة من صفحات التضحية والفداء والافتخار والعز في تاريخ الأردن، فكانت الصدمة عنيفة على العدو حيث أقسم الأبطال على الموت في سبيل الله والدفاع عن الأرض والعرض مستذكرين صيحات الآباء والأجداد في مؤتة بوابة الفتح، وخاض جند الحسين رحمه الله المعركة بكل شجاعة واقتدار وسطروا بدمائهم الزكية صفحة بيضاء من صفحات البطولة والشجاعة والفداء، اعترف بها العدو قبل الصديق فكانت ساعات ذاك النهار قاسية وموجعة في سفر الجيش الذي لا يقهر، وكانت معركة الكرامة الخالدة رادعاً وعبرة لكل من يفكر أو يخطط أو يتطاول على قدسية الأرض الأردنية، نعم فها هو الجيش العربي المصطفوي الذي بناه الهاشمي الفذ المغفور له بإذن الله الحسين بن طلال، وتولاه بالرعاية من التدريب والتسليح الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم ، وصولاً بهذا الجيش إلى أعلى المستويات احترافاً و تجهيزاً وتدريباً.

إن معركة الكرامة التي سطرها الجيش (جيشنا العربي) ستبقى درةً مشرقةً على جبين الأردن ورمزاً وطنياً على مر الأيام عندما التقى جمع الحق والإيمان بجمع الباطل المتغطرس المُعتدي، وكان لجندنا الأشاوس في يومها صولات وجولات ترددت لها جنبات الوادي المقدس تحكي قصة المجد المطرزة بزغاريد النشامى، تسابقهم أرواحهم حباً في الشهادة، وافتداءً للأرض، وصون الحمى، سوف يبقى النصر الذي سطره الجندي الأردني الباسل في يوم الكرامة، مرسوماً في انصع صفحات المجد، وذكرى خالدة في نفوس الأردنيين ومعهم جميع العرب، وناقوساً يقرع دوماً ليذكر كل طامع بثرى الأردن، وليكون درساً وعبرة لكل من يحاول المساس بهذا الحمى الأردني الهاشمي.

واليوم ونحن نحتفل بهذه الذكرى الوطنية الغالية على القلوب نعاهد جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم بأننا على دربهم سائرون لتبقى راية الأردن خفاقة عالية واسم الأردن وثراه الطهور مصان من أي تدنيس، رحم الله شهداءنا وحمى الله الأردن وحمى قواته المسلحة في ظل الراية الهاشمية جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.





زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق