هل ننتظر صيفا مختلفا؟

كتب: عصام قضماني

هذا الصيف سيكون مختلفا, هذا ما فهمته من تصريح الرئيس بشر الخصاونة الذي ما زال يتمسك بعدم اللجوء الى الحظر الشامل رغم ضغوط الوضع الصحي وارتفاع إصابات ووفيات كورونا.

اختارت الحكومة طريقين للتصدي للجائحة التي وكأنها ولدت من جديد, وهي لا تريد أن ترتكب ذات الأخطاء التي وقعت من قبل, باللجوء الى الإغلاق الشامل الذي لم يمنع الوباء بل أرجأ دخوله للأردن وها هو يمتد.

الطريقان هما التطعيم الشامل لتحقيق المناعة, أما الثاني الالتزام بتعليمات وأوامر قانون الدفاع في جانبها الصحي المغلظ. وهو التباعد وارتداء الكمامة.

ما بقي في هذا الخصوص هو مزيد من الثقة بإجراءات الحكومة, وهو ما يمكن أن يتحقق بالشفافية لكن يتعين قبل ذلك منحنا نحن المواطنين راحة من صخب التصريحات المتناقضة والمقلقة والمثيرة للتشاؤم وهي تلك التي تجود علينا بها لجنة الأوبئة. فهناك مصدر واحد للمعلومات وهي الحكومة أو هكذا يجب أن يكون.

في الجانب الاقتصادي الذي ما زال يتأثر بكورونا لكنه يتأثر أكثر بالتصريحات الباعثة على التشاؤم, يرجع نصف أسباب الأداء السلبي الى النظرة التشاؤمية وهي ما تشيعها الأخبار السلبية والحديث المتكرر عن الأزمات وعن الأوضاع السيئة. أما النصف الثاني فتتكفل به المؤشرات وهي سيئة.

رغم كل شيء هناك ثقة لدى الحكومة بتحقيق نمو اقتصادي يكسر المنحى السلبي, وهو ما يفسر إصرار الرئيس على أن يشهد الصيف انفتاحا وداعيا لكورونا التي ستبقى معنا لكن مع وسائل الحماية والمناعة.

التفاؤل هو ما سيعيد السياحة الداخلية والخارجية بسرعة ويحسن من ثقة المغتربين ويرفع مجددا من حوالاتهم التي تعادل أفضل منح قد يحصل عليها الأردن ومع تحريك عجلة التجارة والصناعة والصادرات ستتحسن إيرادات الخزينة وينخفض العجز في الميزانية ويتحقق مجال أوسع لزيادة الإنفاق الرأسمالي والتدفقات الإستثمارية لتخفيف البطالة الجامحة وتعود الشركات بتحقيق الربح وتتحسن أصفار أسهما في البورصة وهي اليوم تعادل سعر قلم رصاص!.

المؤشرات القاتمة كثيرة ولدينا منها ما يكفي وزيادة فهل نتحدث عن الايجابيات والفرص وهي بحد ذاتها جرعة تفاؤل, فالوضع الاقتصادي مهما كانت صعوبته, لا ينقصه أن يغلف بالتشاؤم فما نحتاجه كذلك هو تعزيز ثقة المستثمرين الأردنيين بالاقتصاد باعتبار أنهم الأثر الذي نريد أن يقتفيه المستثمرون العرب والعالميون.

جواء التفاؤل هي التي تدفع الناس الى الانتاج وحماية المنجزات وكل المفردات التي تجتمع في الأردن أولا ودائما, بينما لا يزيدها التشاؤم الا انكفاء فهل نكف عن استدعاء الكدر.

 

الرأي






زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق