الملك في احتفال المئوية

كتب: عبدالهادي راجي المجالي

أشاهد احتفال المئوية على التلفاز، لايعنيني حجم التغطية، وجمال التصوير، كل ذلك. لم يستطع أن يزيل ملاحظة حاولت تجاوزها لكني لم أفلح ظلت عالقة في القلب وهي أن الملك كان متألما جدا، بدا الألم على وجهه واضحا.

أوجعني المشهد كثيرا، وللأسف في مئوية الدولة لم يفكر أحد بالدعوة لحوار وطني، لم يتحدث أحد عن الحلم والمستقبل والأمل، لم يطرق أحد باب التفاؤل وتجاوز أزمة أوجعتنا، كل واحد فينا يفكر بنحر الآخر، كل واحد فينا يفكر بشتم المشهد، كل واحد فينا فقط، يفكر بالإنحياز لصف على حساب آخر، كل واحد منا صار يخون الآخر، لنفترض أننا أخطئنا في حق البلد، أليس الأولى أن تأخذوا بيدنا، قبل نحرنا على مذابح الفيس بوك.

الملك في النهاية إنسان له قلب وعاطفة، له أسرة وله هم يداهمه قبل النوم، له حلم يأتيه في المنام، وهو مثلنا يختطفه القلق، والشيب صار قدرا على رأسه، لماذا ينتصر في معاركه الخارجية كلها، ونهزم نحن أمامه عبر انقسامنا الغريب هذا.

كان احتفالا يجب أن يكون الفرح فيه هو سيد الموقف، كان يجب أن نؤمن بأن اهم انجاز حققناه هو أن عمان بقيت على مدار مئة سنة سالمة، في حين أن بغداد عاصمة الأمة احتلت، ودمشق هشمتها القذائف.

نكذب إذا قلنا أن الملك كان سعيدا، والشاشات هي الأخرى تكذب إذا قالت غير ذلك، لقد كان متألما جدا.

أكتب هذا الكلام وأدري أن الكلام، لم يعد يقرأ ويفهم بعمق، ستبدأ أرتال الشتامين الآن بنثر حقدها، ولا أعرف هل هي مئة عام من البناء، أم أننا توجناها بالحزن والألم والإنقسام.

أوجعني الملك، كثيرا اوجعني، ولكن الله ومن ثم التاريخ، سينصف، حتما سينصف.






زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق