رجال دين: العهدة العمرية جامعة بين المسلمين والمسيحيين

الاحتلال يسعى لاخراج المسيحيين من القدس لتصبح القضية صراعاً بين المسلمين واليهود

الاحتلال يسعى لتحقيق “القدس الكبرى” وينهي حل الدولتين

ثغرات قانونية في صفقات تأجير سمحت للاحتلال بفرض غرامات تصل بالملايين

تعريب البطريركية يعني تسليم حماية الاراضي المقدسة للاحتلال

هلا أخبار- حذر مدير التعليم والتأهيل في أوقاف القدس ناجح بكيرات من مشروع  ( E1) الاستيطاني الذي يعمل الاحتلال الاسرائيلي على تنفيذه في القدس لكونه يحاصر المدينة ويحقق حلم الاحتلال باقامة “القدس الكبرى” بعد توسيع مساحتها من (60) كم إلى (600) كم.

وأضاف في لقاء عبر برنامج “عين على القدس” الذي يبث عبر شاشة التلفزيون الأردني، ويقدمه الزميل جرير مرقة ، أن المشروع والمصادق عليه من قبل كنيست الاحتلال منذ عام 1997 وبدأ بتنفيذه منذ أن تم ترحيل عرب الجهالين والقرار بتوسعة حدود المدينة وصولاً إلى باب أريحا.

وأشار بكيرات إلى أن المشروع يهدف إلى بناء نحو (8450) وحدة استيطانية وبمساحات كبيرة، تمنع أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، فيتحقق حلم الاحتلال بما يسمى “القدس الكبرى” والتي ستقسم شمال فلسطين عن جنوبها فينتهي حل الدولتين.

وعن دور أوقاف القدس في حماية المدينة، شرح بكيرات (3) خطوات تعمل على تنفيذها الدائرة، وهي: منع تسريب أو تزوير أي من الأوقاف للاحتلال وتكثيف الوجود الانساني العربي في البلدة القديمة سواء المسيحي منه أم الاسلامي وترسيخ التعاون الاسلامي المسيحي المتأصل منذ العهدة العمرية، “وأن كل سنتمتر في القدس أمانة يجب الحفاظ عليها”.

ووجه رسالة عبر البرنامج قال فيها: يجب أن يكون موقفنا واضحاً تجاه الاحتلال الذي يريد أن يأخذ الحيز المكاني والزماني في القدس.

بدوره أكد  الناطق باسم البطريركية الأرثوذكسية الأب عيسى مصلح أن البطريركية تمنع الاحتلال من تحقيق أطماعه.

وقال إن “البطريركية توجهت لمحكمة العدل العليا من أجل الاستئناف ضد قرار المحكمة الإسرائيلية”، مؤكداً أنه سيتم العمل وبجهد حتى يتم استرجاع العقارات في باب الخليل.

وأضاف أن البطريرك ثيوفلس بدأ بحولة لشرح موقف البطريركية ودورها في مقاومة مخططات الاحتلال، بدءاً بلقاء جلالة الملك عبد الله الثاني، ومبيناً أنه متواجد الآن في اليونان، ثم سيذهب إلى بريطاينا وبعدها  سيلتقي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهدف فضح ممارسات الاحتلال، داعياً المسيحيين وأبناء الشعب الأردني والفلسطيني لتفهم موقف البطريركية ودورها في الدفاع عن الأوقاف.

وقال إن الاحتلال يريد إخراج المسيحيين من القدس والمشرق كي تصبح قضية القدس صراعاً بين المسلمين واليهود، ومشيراً إلى العهدة العمرية جامعة بينهما   وأن موقفهما واحد، ومؤكداً أن الاحتلال يزرع الفتنة بين المسيحيين في فلسطين والأردن.

وأكد مصلح على أن أبواب البطريركية مفتوحة لجميع الأردنيين والفلسطينيين للحوار ، داعياً إلى “عدم الانجراف وراء الاشاعات” فالاحتلال يهدف إلى زرع الفتنة لتنفيذ مخططاته.

كما أوضح رئيس التجمع المسيحي ديمتري ويلياني السياق التاريخي لأملاك البطريركية الأرثوذكسية والموجودة منذ مئات السنين، والتي توسعت عقب الثورة العربية الكبرى ورفعه للقيود العثمانية عن الحرية الدينية، بقوله:”إن قانون البطريركية يمنع بيع الأراضي وأن (99%) من أوقاف البطريركية بخير من منازل ودكاكين وعقارات”، مبيناً أن الأملاك نوعين الأول: المقدسات والأوقاف وهذه لم ولن يتم المساس بها بالمطلق، والنوع الثاني الأملاك والعقارات وهي مؤجرة لأردنيين ولفلسطينيين كما هو معمول به في قانون البطريركية.

وأشار الى أن المشكلة مع الاحتلال في الأملاك والعقارات، وتكمن تحديداً في (8) مواقع تقع داخل حدود عام (1948)، ومنها عقارات وأراضٍ في رحابيا وأورانين ويافا وطبريا وقيسرية والبقعة، مؤكداً أن هذه المواقع خضعت وقبل تسلم ثيلوفيلوس للبطريركية لصفقات تأجير لمدد طويلة، وأن وجود ثغرات قانونية في هذه الصفقات سمحت للاحتلال بفرض غرامات على بعضها وصلت قيمتها أحياناً إلى (10) ملايين دولار.

وأضاف “أن الاحتلال ونتيجة لهذه الاتفاقيات حجز على مساحات وصلت إلى (1000) دونم من أملاك البطريركية، وتحديداً في مار الياس وعرض بيعها بالمزاد”.

كما طرح مثالاً آخر على هذا النوع من الاتفاقيات وهو قطعة أرض أبوطور والمؤجرة منذ عام 1981 حيث قُسمت إلى جزأين، الأول يسكنه يهود وبني فيه معبد يهودي والثاني ما زال على حاله.

وفي رده على سؤال يتعلق بشعار تعريب البطريركية، قال ويلياني إن هذا الشعار على جاذبيته إلا أنه يعني سحب حكومة اليونان ومن وراءها الاتحاد الأوروبي من حماية الأراضي المقدسة، مبيناً أن هذه الخطوة تعني تسليم الحماية لدولة الاحتلال، وهو أمر مرفوض.

وأشار نائب بطريركية اللاتين في الأردن المطران وليام الشوملي إلى أهمية الوصاية الهاشمية على القدس، بقوله: “لحسن حظنا وجود وصاية هاشمية على القدس، فتأثير جلالة الملك كصاحب وصاية ساعد على حل اشكالات كبرى كان آخرها ما حصل في المسجد الأقصى”.

وأوضح أن الفاتيكان اعترف بالقدس الشرقية كأرض محتلة “وأن هذا عاملاً يساعد على تثبيت حق الفلسطينيين” بانشاء عاصمتهم في القدس الشرقية.

ولفت وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية السابق الدكتور هايل داود إلى أهمية الوصاية الهاشمية لكونها تعبير عن الوفاء وتنفيذاً لمبادئ العهدة العمرية وحمايتها.

وبين مدير متابعة شؤون القدس والمسجد الأقصى في وزارة الأوقاف المهندس عبدالله العبادي أن الوصاية الهاشمية أسهمت في صون المدنية، خاصة وأن نسبة الأوقاف فيها تصل إلى (80%)  كأملاك موجودة في القدس، مشيراً الى التعاون الدائم بين المسلمين والمسيحيين في حمايتها من تعديات الاحتلال.






زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق