“شؤون القدس”: الاحتلال مستمر بجرائمه ضد الشعب الفلسطيني

هلا أخبار – قال أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبد الله كنعان، إن الاحتلال الإسرائيلي مستمر بجرائمه البشعة اليومية في قتل وهدم البيوت وتهجير أصحابها منها والأسر والاعتقال الإداري والإبعاد ومصادرة وجرف الأراضي وغيرها من الاعتداءات ضد الشعب الفلسطيني ومدنه وقراه ومقدساته الإسلامية والمسيحية وفي مقدمتها مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك- الحرم القدسي الشريف.
وأوضح على هامش مشاركته في مهرجان نصرة الأقصى والقدس الذي نظمته النقابات المهنية الأردنية، أن كل هذه الجرائم والاعتداءات تتم دون الالتفات إلى مئات القرارات الدولية والكثير من الحقائق التاريخية والدراسات الآثارية التي تؤكد عروبة المدينة المقدسة، وبطلان الاساطير والادعاءات الصهيونية المتعلقة بما يسمى الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك وأسطورة أرض الميعاد، هذه الاساطير المرفوضة التي تهدف إلى تغيير الوضع التاريخي القائم في مدينة القدس المحتلة.
وأضاف أن هذا المهرجان التضامني الهام الذي يتزامن مع ذكرى حرب عام 1967، والذي يهدف إلى النصرة والتوعية بقضية مصيرية تشكل محور السلام والعدالة والإنسانية وهي قضية فلسطين والقدس، يؤكد للقاصي والداني أن فلسطين والقدس الملف الذي يتصدر الأولويات لدى الشعب الأردني والقيادة الهاشمية، صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وأشار إلى أنه ورغم الذكرى الأليمة وعقود المعاناة الفلسطينية المستمرة، فما تزال ذكرى النكبة في ضمائرنا وقلوبنا تستنهض فينا العزيمة لدعم الأهل في فلسطين والقدس حتى نيل حقوقهم الشرعية بما فيها إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967، التي تؤيدها وتطالب بها الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وبين أن مدينة القدس ومقدساتها مادة مركزية في الاتفاقيات والمعاهدات والتفاهمات الأردنية لم ولن تغيب عن دبلوماسيتنا وسياستنا المتمسكة بها وبعروبتها، كما أن الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس منذ عام 1924 وعبر مراحل الإعمار والرعاية الشاملة حتى اليوم، تسهم في الحفاظ على الهوية الحضارية العربية (الإسلامية والمسيحية) للقدس وتصونها من مخططات التهويد، وما تزال هذه الوصاية وستبقى مستمرة بأمر ومتابعة مباشرة من صاحب الوصاية جلالة الملك عبد الله الثاني.
وقال إن الوصاية الهاشمية توفر قوة استراتيجية حافظت على القدس وما تزال من خطر التهويد والأسرلة والعبرنة، بما في ذلك محافظتها على المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته 144دونما و900 متر، وترعى أيضا المقدسات المسيحية، وتؤكد كل ما جاء من قرارات الأمم المتحدة بخصوصها، بما فيها قرارات اليونيسكو ومنها القرار المتصل بان المسجد الأقصى المبارك ملك إسلامي خالص ولا علاقة لليهود به.
وأكد أن الوصاية الهاشمية أصبحت عالمية يدعمها ويطالب بها العالم كله فلا يخلو موقف دولي أو بيان لاجتماع ومؤتمر ولقاء يكون الأردن طرفا فيه إلا ويطالب بالوصاية الهاشمية بصفتها صمام أمان يحفظ الأمن في المنطقة، فهي استمرار حقيقي للوضع التاريخي القائم، خاصة في وقت يسير فيه السلام والأمن العالمي نحو منعطف خطير سببه سياسة الكيل بمكيالين وعدم تطبيق الشرعية الدولية بما فيها الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة تجاه الأعمال المهددة للسلام التي تقوم بها إسرائيل دون وجود رادع أو عقوبة تلزمها بمطالب الإرادة الدولية التي تتذمر منها، ومن ذلك التذمر ورفض اعتراف برلمان إقليم كتالونيا الإسباني بأن النظام الذي تطبقه إسرائيل على الأراضي الفلسطينية المحتلة، مخالف للقانون الدولي، ويعد جريمة فصل عنصري.
كما بين أن اللجنة الملكية لشؤون القدس تؤكد أهمية الإجماع العربي والإسلامي والدولي بما في ذلك قمة شرم الشيخ الثلاثية المنعقدة اخيرا في مصر، المؤيد للموقف الأردني الداعم للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية وطنية وقومية، نظرا لضرورة وجود مبدأ التعاون والتكاتف الدولي والمطالبة بالزام إسرائيل بقرارات الشرعية الدولية المتصلة بالقضية الفلسطينية التي تعتبر التحدي الأبرز للسلام والأمن في المنطقة والعالم.
وقال إن الأردن سيبقى وعبر تاريخه الطويل من التضحيات لأجل فلسطين والقدس، السند والشقيق للدفاع عن حق الشعب الفلسطيني الشرعي والتاريخي بدولته المستقلة وتقرير مصيره مهما كان الثمن وبلغت التضحيات.