الأحزاب الطريق الوحيد
منير دية

الغالبية من أبناء الوطن اليوم يشكوا صعوبة الحياة وضيق العيش وغلاء المعيشة وانعدام الثقة بالحكومة وتراجع شعبية مجالس النواب، فما هو الحل لكل ذلك؟ وما هو السبيل للخروج من حالة اليأس وفقدان الأمل التي يعيشها البعض؟ وكيف لنا أن نغير الواقع ونصنع مستقبل أفضل للجميع؟
بعد صدور قانوني الأحزاب والانتخاب تغير شكل النظام السياسي في الأردن، وستكون الأحزاب بحكم القانون الذي صدر بموجب إرادة ملكية سامية هي من سترسم شكل الحكومات والبرلمانات القادمة، وبالتالي أصبحت الكرة بملعب المواطن سواء كان سياسيًّا أم اقتصاديًّا أم غير ذلك، فعليه واجب الانخراط بالأحزاب والعمل وفق برامج حزبية تسعى لإيجاد الحلول لكافة التحديات التي تواجه الوطن.
نعم غالبيتنا لا يثق بالحياة الحزبية، وتجاربنا السابقة أغلبها باءت بالفشل، والتخوفات والهواجس دفعت الكثيرين للابتعاد عن الحياة الحزبية وخاصة الشباب، وبالتالي نحن في بداية الطريق، وتشكيل أحزاب قوية قادرة على قيادة المرحلة القادمة سيكون أشبه بالمستحيل، ولكن ليس لنا خيار آخر سوى هذا الطريق، والمسؤولية تقع على عاتق الجميع معارضين أم موالين فكلنا في قارب واحد.
عزوفنا عن المشاركة في الأحزاب والانتخابات ترك فراغًا كبيرًا في مؤسساتنا الدستورية، وما وصلنا إليه من واقع اقتصادي ومعيشي صعب هو نتيجة طبيعية لتخلي البعض عن واجبه تجاه وطنه، فما الفائدة إذا بقينا ننتقد نهج الحكومة ومجلس النواب في إدارة البلد؟ وهل سنغير من الواقع شيئًا إذا لم نشارك ببناء الأحزاب ومن ثم الوصول لمجلس النواب لصناعة القوانين والتشريعات وتعديلها وبعدها تشكيل حكومات من رحم الشعب بعيداً عن التعيينات والمحاصصة والعلاقات الشخصية؟
نعم الطريق ليست معبدة أمام الأحزاب، وسيكون هنالك صعوبات لقيام أحزاب جديدة، وستتعرض التجربة الحزبية لهزات عنيفة قد تخرج بعض الأحزاب خارج المشهد السياسي، وفي النهاية سيبقى الحزب الذي سيكون قادرًا على طرح برامج سياسية واقتصادية واجتماعية، ويكون قادرًا على تطبيقها وتغيير واقع حياة الناس ويلمس المواطن أثر ذلك في حياته اليومية.