لقاء الملك بالجامعات.. نحو دور الجامعات السياسي
نيفين عبدالهادي

لقاء مختلف بمضامين هامة جدا، أخذت مسارا جديدا في الحديث عن الجامعات، كونه ركّز على الجانب السياسي للجامعات ودورها في نجاح مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، وجعلها جزءا من منظومة الاصلاح السياسي التي بدأت المملكة بها تأسيس مئويتها الثانية واختارتها لتكون مفتاحا رئيسيا لها.
لقاء جلالة الملك الملك عبد الله الثاني أمس الأول مع رؤساء الجامعات الرسمية في قصر الحسينية، نقل الحرم الجامعي حيث يجب أن يكون خلال الفترة الحالية، إذ تطرّق لدور الجامعات في العمل السياسي، حيث أكد جلالة الملك عبدالله الثاني «أهمية دور الجامعات في إنجاح تنفيذ مخرجات التحديث، بخاصة في المجال السياسي»، وفي ذلك اشارات ملكية هامة بأن تدير الجامعات هذا الجانب بصورة أكثر عملية وتفاعلية، ذلك أن دورها يعدّ ركيزة أساسية في العمل السياسي، سيما وأن قانون الأحزاب الجديد نص على أن لا تقل نسبة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 سنة عن 20 % من عدد المؤسسين، الأمر الذي يجعل منهم عنصرا أساسيا في الاصلاح الذي تنتهجه البلاد.
جلالة الملك دعا «الشباب الجامعي إلى أن يكونوا جزءا أساسيا في عملية التحديث السياسي، والانخراط في العمل الحزبي البرامجي»، وهذا الدور يجب أن يجد بيئة حاضنة صحيّة، حتما من شأن الجامعات توفيرها وفتح المجال أمام العمل الحزبي بشكل منظم وعملي في حرمها، على أن يكون هذا الأمر مطبقا على أرض الواقع وليس خططا تبقى حبيسة الأوراق والأدراج.
يلاحظ المراقبون والحزبيون أن الشباب هم الفئة الأصعب في أن تنخرط بالعمل الحزبي، ولذلك أسباب عديدة، ولكن دون أدنى شك للجامعات الدور الأبرز في تشجيع الشباب على الانخراط بالحياة الحزبية، في ظل وجود تشريع اليوم يشجع العمل الحزبي ويوفّر الحماية للحزبيين في حال تعرضوا لأي تحديات أو عقبات قد تواجههم نتيجة لانتماءاتهم الحزبية، ففي قانون الأحزاب الجديد نصوص واضحة بهذا الشأن، وعليه على الجامعات التقاط رسائل جلالة الملك والسير في خطوات عملية لتكون المكان المناسب والحاضنة الصحية للشباب ودخولهم تفاصيل الحياة الحزبية.
وفي رسالة ملكية هامة أشار جلالة الملك خلال اللقاء» إلى ضرورة إنجاز نظام تنظيم الأنشطة الحزبية بالجامعات» مع التأكيد على «العمل بشكل مؤسسي لمنع وضع أي حواجز أمام الشباب في المشاركة بالحياة السياسية»، لافتا جلالته «إلى أهمية توفير بيئة جامعية إيجابية تسهم في التحديث السياسي المنشود»، نعم توفير بيئة جامعية ايجابية للعمل الحزبي رسالة تنقل الجامعات ودورها لمكان آخر أكثر ايجابية وأكثر عمقا وأكثر مسؤولية، وهذا يتطلب عملا حقيقيا على أرض الواقع يجعل منها شريكا عمليا في عملية الاصلاح السياسي.
الكرة اليوم في مرمى الجامعات كافة، بآلية فتح أبوابها أمام تطبيق مخرجات اللجنة الملكية وتحديدا فيما يخص الشباب وجعلهم حاضرين في تفاصيل منظومة الاصلاح السياسي، ولا نبالغ إذا ما قلنا إن هذا الأمر لم يعد ترفا، إنما هو أساس في العمل الجامعي وكل ما يخص الجامعات، وفي رسائل جلالة الملك بهذا الجانب حسم لا مجال به لأي ضبابية.
الدستور