مؤرخان: الملك عبد الله الأول كان سابقا لأوانه ومفكرا ولديه رؤية سياسية ثاقبة

هلا أخبار- أكد المؤرخان (الدكتور جورج طريف، الدكتور بكر خازر المجالي) أن الملك المؤسس الشهيد عبد الله الأول ابن الحسين، كان ملكا سابقا لأوانه ومفكرا وشاعرا وأديبا ولديه رؤية سياسية ثاقبة تجاه القضايا المختلفة.

جاء ذلك خلال استضافتهما على إذاعة “جيش إف إم” عبر برنامج من الألف إلى الياء للحديث عن الملك المؤسس الشهيد عبد الله الأول ابن الحسين، حيث أكد الدكتور بكر خازر المجالي أن الملك عبد الله الأول كان يقرأ الأحداث بروية ولديه بُعد نظر ويتوقع ما سيحدث مستقبلا، حيث حدثت العديد من الأمور التي توقعها بعد استشهاده.

وبين أن الملك عبد الله الأول خلال فترة حكمه للأردن من عام 1921 – 1951 تعرض ل 8 محاولات اغتيال مختلفة، لكن قصة استشهاده في 20 تموز 1951 تكشفت لدى أجهزة الاستخبارات الأردنية لتعدد الأطراف التي شاركت فيها.

وقال إنه في يوم 19 تموز عام 1951 قبل عملية الاغتيال بيوم، قام الملك عبد الله الأول بتخريج أول فوج طيران أردني في مطار ماركا، حيث حذره وقتها السفير البريطاني من الذهاب إلى القدس لكن الملك الشهيد قال له “اللي مكتوب على الجبين تشوفه العين”.

وشدد المجالي على أن السبب الحقيقي والرئيس لاستشهاد الملك عبد الله الأول هو الفكر الوحدوي الذي كان يفكر فيه، حيث أنجز وحدة الضفتين وكان يسير بخطوات لإنجاز الوحدة مع العراق وبالتالي سيتشكل محور خطير (محور القدس- عمان- بغداد) الذي يتميز بامتلاكه القوى البشرية والثروات معا، مشيرا إلى أن هذا المحور ذو أهمية استراتيجية سيعمل على اختراق قارة آسيا كاملة ويؤثر على الحركة الصهيونية ويقوضها.

وأشار المجالي إلى أن الملك عبد الله الأول حقق العديد من الإنجازات رغم التحديات الكبيرة التي كانت تحيط به، حيث ركز على الديمقراطية والانتخابات واهتم باللغة العربية وأنشأ مجمع اللغة العربية واستقطب جهابذة اللغة العربية، كما اهتم ببناء القوات المسلحة لتشمل الأمن العام والدرك لتحقيق الاستقرار والأمن الداخلي، بالإضافة إلى أنه وضع نواة سلاح الجو الملكي.

وقال إن الملك عبد الله الأول أرسى قواعد الدولة على أسس من الديمقراطية ومن فهم المحيط العربي، والإخلاص للقضية الفلسطينية ولجميع القضايا العربية الأخرى، كما كان يركز على البعد الديني.

وبين أن الملك عبد الله الأول واجه العديد من التحديات الداخلية والخارجية، تمثلت في كيفية التخلص من الغزوات القبلية ومن مشاكل الحدود وإقامة علاقات جيدة مع دول الجوار، بالإضافة إلى التحدي الصهيوني الذي كان يريد تطبيق وعد بلفور الذي يشمل أرض شرق الأردن، مشيرا إلى أن الملك الشهيد استطاع تعديل صك الانتداب مع بريطانيا وإنهاء وضع منطقة شرق الأردن ضمن هذه الأراضي قانونيا ودوليا.

وأكد من أكبر التحديات التي واجهها ما كان يجري وقتها على أرض فلسطين من هجرة متزايدة لليهود، حيث أنشأ “صندوق الأمة” ردا على الصندوق القومي اليهودي، حيث كان يسعى من وراء إنشاء الصندوق إلى شراء الأراضي من العرب الذين يريدون بيعها، بالإضافة إلى تقديم المساعدة للعرب في أراضيهم ليبتعدوا عن فكرة بيعها بأي شكل من الإسكان، حيث كان يوقف نصف راتبه دعما لهذا الصندوق.

في المقابل أكد الدكتور جورج طريف أن الملك عبد الله الأول استطاع تحقيق الاستقلال عام 1923، وسعي إلى تطبيق الديمقراطية حيث كان يفكر في تأسيس مجلس نيابي وعمل على تشكيل لجنة وقوائم انتخاب، كما استطاع جمع عددا كبيرا من المفكرين والعلماء العرب، والتوقيع على معاهدة أردنية بريطانية استطاع من خلالها تحديد كيان للأردن التي لولاها لما تحقق الاستقلال.

وقال إن الملك عبد الله الأول واجه تحديات خارجية داخلية عدة تمثلت في وجود انتداب بريطاني، بالإضافة إلى التعاون بين الانتدابين الفرنسي والبريطاني معا على تقسيم البلاد العربية للوصول إلى فلسطين وتحقيق وعد بلفور، مشيرا إلى أن الملك الشهيد استطاع التعامل مع المعارضة بطريقة مميزة واستثمارها لتحقيق الأهداف التي جاء من أجلها وهي استقلال الأردن الذي تحقق مبدئيا عام 25/5/1923 كونه كان تحت الانتداب البريطاني، كما استطاع أن يستثني شرق الأردن من وعد بلفور بعد مفاوضاته مع بريطانيا.

وبين أن الملك عبد الله الأول تولى العديد من المهام خلال رعاية الشريف الحسين بن علي، حيث كان أحد قادة الثورة العربية الكبرى وقائدا للجيش الشرقي، استطاع تحرير المدينة المنورة من الأتراك، وعليه كان قائد عسكري وسياسي، مثل الجزيرة العربية في مجلس المبعوثان العثماني ووصل إلى رتبة نائب رئيس المجلس، وكان مفكرا وشعارا وأديبا ولديه رؤية سياسية ثاقبة تجاه مختلف القضايا.





زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق