في يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين

د. عبد الفتاح الحايك

يُعد يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين مناسبة وطنية عظيمة نستذكر فيها بكل فخر واعتزاز تضحيات الرجال الذين حملوا أرواحهم على أكفهم، دفاعًا عن الوطن وكرامته، إنه يوم يليق بأولئك الأبطال الذين لم يتوانوا يومًا عن تلبية نداء الواجب، فكانوا حراسًا للأرض والعِرض، ورمزًا للفداء والإخلاص.

لا يمكن أن يمر هذا اليوم دون أن نعود بذاكرتنا إلى فجر العزة والإنتصار إلى ملحمة خالدة في تاريخنا العسكري، إلى معركة الكرامة التي سطّر فيها جنودنا الأشاوس أروع ملاحم الصمود والتحدي في وجه العدوان الغاشم، ففي هذا اليوم المشهود، أثبت الجيش العربي الأردني أن الإرادة الوطنية والشجاعة تفوق أي قوة غاشمة، فكان النصر المؤزر الذي أعاد للأمة العربية كرامتها وأكد أن الحق لا يُهزم طالما أن هناك رجالًا مستعدين للتضحية من أجله.

وفي هذا اليوم أيضا فإننا لا ننسى الدور البطولي الذي قام به جنودنا البواسل في الدفاع عن مقدساتنا الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف أرض المقدسات، التي كانت وما زالت محور النضال الوطني، لقد خاض الجيش العربي معارك بطولية دفاعًا عن المسجد الأقصى والكنائس العريقة، وظل اسمه محفورًا في صفحات المجد والتاريخ، حيث امتزجت دماء الشهداء بتراب المدينة المقدسة لتروي قصة الوفاء والعطاء.

لم يقتصر دور المتقاعدين العسكريين على الذود عن الوطن في ميادين القتال والبطولة فحسب، بل استمر عطاؤهم في بناء الوطن وحماية أمنه واستقراره، فهم اليوم جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع، يساهمون في التنمية الوطنية في مشهد يعد نموذجًا يُحتذى في الوطنية والانتماء.

في هذا اليوم، نقف إجلالًا واحترامًا لكل متقاعد عسكري، ونوجه رسالة وفاء وتقدير لكل جندي لم يعرف الخوف، ولكل من لبّى نداء الوطن دون تردد، أنتم من صنعتم التاريخ، وتركتم بصماتكم في كل شبر من هذه الأرض الطاهرة، ستظل تضحياتكم وسام فخر على صدور الأجيال القادمة، وسيبقى الوطن ممتنًا لعطائكم الذي لا ينضب.

كل عام وأنتم فخر الأردن، ودرعه الحصين.

(الدستور)






زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق