“الأعلى للسكان: الأخطاء البشرية وراء 97% من الحوادث المرورية”

هلا أخبار – بمناسبة إحياء يوم المرور العالمي الذي يصادف غدًا، حذّر المجلس الأعلى للسكان من التزايد المتوقع في الازدحامات المرورية، لا سيما في المناطق الوسطى والشمالية من المملكة، نتيجة النمو غير المتوازن في التوزيع الجغرافي للسكان، والزيادة المضطردة في أعداد المركبات.
وأشار المجلس في بيان صدر اليوم السبت، إلى أن نحو 92 بالمئة من سكان المملكة يتركزون في الأجزاء الشمالية الغربية، مما يؤدي إلى تفاقم الازدحامات المرورية في ظل عدم قدرة شبكة الطرق على استيعاب الطلب المتزايد على وسائط النقل البري.
وأوضح البيان أن عدد المركبات المسجلة في الأردن ارتفع من 1.72 مليون مركبة عام 2020 إلى نحو 2 مليون مركبة عام 2024، بواقع مركبة واحدة لكل 6 أشخاص، مقارنة مع مركبة واحدة لكل 69 شخصًا عام 1970.
ويتوقع أن يتجاوز العدد 2.3 مليون مركبة بحلول عام 2030، ما ينذر بتحديات متصاعدة على البنية التحتية للنقل.
كما شهد الأردن ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الحوادث المرورية من 122,970 حادث عام 2020 إلى 190,175 حادث عام 2024، رافقها زيادة في الحوادث التي أسفرت عن إصابات بشرية من 8,451 إلى 11,950 حادث نتج عنها 543 وفاة و18,275 إصابة خلال عام 2024 فقط.
وقدر البيان التكلفة الإجمالية للحوادث المرورية – المباشرة وغير المباشرة – بنحو 958 مليون دينار أردني لعام 2024، أي ما يعادل 2.8 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، وهي نسبة تتماشى مع المعدلات العالمية لخسائر الحوادث المرورية.
وبيّن المجلس أن العنصر البشري شكّل السبب الرئيسي في 97.1 بالمئة من الحوادث التي أدت إلى إصابات بشرية، وكانت النسبة الأكبر من السائقين الذكور (89 بالمئة)، في حين أسهمت حالة الطريق بنسبة 1.9 بالمئة، والمركبة بنسبة 1 بالمئة فقط. وسجّلت الفئة العمرية 18-35 عامًا النسبة الأعلى من السائقين المتسببين في هذه الحوادث (52.4 بالمئة)، كما شكّلت 47.7 بالمئة من إجمالي المصابين (جرحى ووفيات).
أما أبرز الأخطاء المرورية المسببة للحوادث فتمثلت في: عدم أخذ الاحتياطات اللازمة أثناء القيادة (42.2 بالمئة)، ومخالفات المسارب (22.5 بالمئة)، ومخالفات الأولويات (10.2 بالمئة). كما ساهم السائقون حديثو الرخص – الذين لم يمضِ على حصولهم على الرخصة أكثر من ثلاث سنوات – في 10.5 بالمئة من الحوادث.
وسلّط المجلس الضوء على الفئات الأكثر هشاشة، مبينًا أن الأطفال دون سن 18 عامًا شكّلوا 21.6 بالمئة من إجمالي المصابين، فيما بلغت نسبة وفيات الأطفال دون سن التاسعة 23 بالمئة من إجمالي وفيات المشاة، مما يستدعي تعزيز وعي الأسر بمخاطر الطريق وضرورة حمايتهم.
وعلى الصعيد العالمي، يلقى نحو 1.19 مليون شخص حتفهم سنويًا جراء حوادث المرور، بمعدل 15 وفاة لكل 100 ألف نسمة، أي أكثر من وفاتين كل دقيقة. وتُعد الحوادث المرورية السبب الأول للوفاة بين الفئة العمرية 5–29 عامًا، والمرتبة الثانية عشرة بين جميع أسباب الوفاة عالميًا، ما يشكل تحديًا أمام تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وفي ختام البيان، دعا المجلس الأعلى للسكان إلى ضرورة تفعيل الرقابة المرورية، وتوجيه المخالفات نحو المسببات الحقيقية للحوادث قبل وقوعها، واتخاذ إجراءات رادعة بحق المخالفين، حفاظًا على الأرواح والمجتمع.