ترامب في المنطقة اليوم.. ماذا نتوقّع؟!
عوني الداوود

زيارة ترامب بصفته رئيس الولايات المتحدة الأمريكية مهمّة للغاية، بغضّ النظر عن التوقيت – على أهمّية الإشارة هنا في التوقيت إلى متغيّرات متسارعة شهدتها المنطقة قبيل موعد الزيارة – وفي مقدّمتها تصعيد إسرائيل اعتداءاتها في جميع الاتّجاهات من أجل تثبيت واقع جديد على الأرض من خلال المضيّ قدمًا في حرب الإبادة في غزّة وتدمير المخيّمات في الضفّة واعتداءات متكرّرة على سوريا وحتى جنوب لبنان وكذلك اليمن.
ترامب يزور المنطقة، وفي مقدّمة تطلّعاته عقد صفقات واتّفاقيات استثمارية اقتصادية تاريخية.. ومقابل ذلك بدأت الأخبار تتحدّث عن «مفاجأة» أو «مفاجآت» سيُعلنها الرئيس ترامب خلال زيارته للمنطقة، ارتفع سقف تلك التوقّعات لإمكانية إعلانه الاعتراف بدولة فلسطينية (بشروط / وبدون حماس)، من أجل إتمام صفقات استثمارية وعسكرية وسياسية مع دول الخليج وتحديدًا المملكة العربية السعودية والإمارات.
أبرز الملفات والتوقّعات – وفقًا لوكالات أنباء ومسؤولين ومحلّلين – يمكن تلخيصها بالنقاط التالية:
1 – سياسيًا: انشغلت وكالات أنباء مؤخرًا بالترويج لاحتمالية إعلان ترامب اعترافًا بدولة فلسطينية خلال الزيارة، وهذا إن حدث فهو مهمّ للغاية وسيساهم بإتمام صفقات كبيرة مرتقبة مع دول الخليج الثلاث تحديدًا، خصوصًا وأن السعودية متمسّكة بشرط الاعتراف بدولة فلسطينية للانخراط في اتّفاقيات السلام.
2 – ما يعزّز إمكانية هذا الإعلان (المفاجئ) مضيّ إسرائيل قدمًا بتدمير كلّ ما يمكن تدميره في غزّة والضفّة وسوريا تحديدًا تحسّبًا لمثل هذا الإعلان.. وعلى الطرف الآخر ربما يُمهّد للمرحلة المقبلة تعيين نائب للرئيس الفلسطيني، ممّا يعزّز من دور السلطة في أية سيناريوهات قادمة في مرحلة ما بعد غزّة وما بعد حماس.
3 – السيناريوهات «المتفائلة» لا تتوافق أبدًا مع الواقع المأساوي في غزّة المحرومة من الماء والغذاء والدواء وكلّ مقوّمات الحياة.
4 – ملفات استثمارية كبيرة ربما يتم الإعلان عنها خلال الزيارة – مع الإشارة إلى أنّ السعودية سبق وأعلنت في كانون الثاني الماضي رغبتها توسيع استثماراتها وعلاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة للسنوات الأربع المقبلة بنحو 600 مليار دولار قابلة للزيادة.
5 – مشاريع استثمارية كبرى من المتوقّع الإعلان عنها خلال زيارة الرئيس الأمريكي للدول الثلاث.. حيث سيرافقه في هذه الزيارة وفد رفيع المستوى من كبار رجال الأعمال الأمريكيين للمشاركة في أعمال «منتدى الاستثمار» وبحضور عدد من ممثّلي الشركات الأمريكية الكبرى.
6 – السعودية الشقيقة سوف تستضيف أعمال «القمة الخليجية الأمريكية» في ذات الوقت.
7 – في المقابل، يُتوقّع أن تقدّم الولايات المتحدة خطوات تؤكّد نيّتها الحقيقية للتعاون والاستثمار مع دول الخليج في ملفات: (النفط، والطاقة، والأسلحة، والذكاء الاصطناعي، ومشاريع الطاقة النووية السلمية.. وربما التراجع عن فرض رسوم جمركية على صادرات دول الخليج بنسبة 10%). والأهم من ذلك اعتماد تسمية «الخليج العربي» بدلًا من «الفارسي».
8 – سياسيًا.. ملفات فلسطين، وغزّة، والأسرى، وسوريا، وقانون قيصر، ولبنان، واليمن، كلّها ملفات على الطاولة.. إضافة إلى الملف الأكبر وهو إيران وملفّها النووي.. وكذلك ملف مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا التي تُجريها الولايات المتحدة الأمريكية.
*باختصار:
زيارة ترامب للدول الثلاث سيكون لها نتائج (مباشرة وغير مباشرة) تنعكس بالتأكيد على دول الإقليم ومنها الأردن، خصوصًا حين يتعلّق الأمر بالقضية الفلسطينية وغزّة وباقي ملفات المنطقة السياسية والاقتصادية وفي مقدّمتها المشاريع الإقليمية الكبرى.. ولكن دعونا لا نتعجّل نتائج الزيارة، خصوصًا وأنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عوّدنا دائمًا على مفاجآت نتمنّى أن تكون (سارّة).
الدستور