رئيس الوزراء: همنا الأول وقف الحرب على غزة وإنهاء الكارثة

هلا أخبار – قال رئيس الوزراء، الدكتور جعفر حسان، اليوم السبت، إن همنا الأول وقف الحرب على غزة وإنهاء الكارثة.
جاء ذلك خلال ترؤسه الوفد الأردني في القمة العربية الرابعة والثلاثين المنعقدة في العاصمة العراقية، نيابة عن جلالة الملك عبدالله الثاني.
وأكد حسان مرور أكثر من عام ونصف منذ بدء الحرب المتوحشة على غزة واستمرار المأساة التي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء.
وتابع حسان “ الناجون من أهل غزة يعانون الجوع والعطش والمرض والتدمير الذي طال المدارس والملاجئ والمخيمات والمستشفيات وما تبقى من المساكن.
وتاليا نص الكلمة كاملا:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
في البداية، أنقل إليكم تحيات صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وتمنياته لكم بنجاح هذه القمة، وتحقيق ما تصبو إليه شعوبنا ودولنا من تقدم وأمن وازدهار. واسمحوا لي أن ألقي كلمة الأردن نيابةً عن جلالته.
أصحاب الفخامة والسمو،
أشكركم فخامة الرئيس عبد اللطيف رشيد، وأشكر جمهورية العراق الشقيقة على استضافة هذه القمة، وأتمنى لكم التوفيق في رئاسة دورتها الحالية. وأشكر كذلك جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين الشقيقة، على جهوده في رئاسة الدورة العادية السابقة. والشكر موصول أيضاً لمعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية وأمانتها العامة على جهودهم الطيبة في الإعداد لهذه القمة.
أصحاب الفخامة والسمو،
أكثر من عام ونصف على بدء الحرب المتوحشة على غزة، والمأساة ما تزال مستمرة، ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء. والناجون من أهلها يعانون الجوع والعطش والمرض والتدمير الذي طال المدارس والملاجئ والمخيمات والمستشفيات وما تبقى من المساكن، وتداعيات هذه الحرب الظالمة وآثارها المأساوية ستمتد لأعوام طويلة.
لقد وقف العالم عاجزاً عن إنهاء هذه الحرب، التي خرقت كل القوانين والأعراف الدولية، والتي تشكل تبعاتها الكارثية تحدياً صارخاً للإنسانية.
همنا الأول اليوم وقف الحرب وإنهاء الكارثة الإنسانية التي تسببها. ولا بد من تكاتف كل الجهود للتوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية الكافية والفورية إلى غزة. وندعم الجهود التي تقوم بها جمهورية مصر العربية ودولة قطر الشقيقتان، والولايات المتحدة الأميركية لتحقيق ذلك.
وعلينا أن نكثف جهودنا، لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ووقف الانتهاكات بحقه، وأن نعمل مع شركائنا من أجل إنهاء الكارثة الإنسانية، وحشد موقف دولي يدعم خطة إعادة إعمار غزة؛ إن ثبات الشعب الفلسطيني على أرضه عنوان لهذه المرحلة. فلا قضية ولا دولة دون شعب صامد… هذا الشعب الذي يثبت لنا كل يوم ورغم كل شيء تمسكه بحقه وأرضه وتاريخه… نجده يقدم نموذجاً في الثبات ويواجه أطول احتلال وظلم يشهده التاريخ الحاضر.
أصحاب الفخامة والسمو،
مستقبل المنطقة؛ أمنها واستقرارها أساسه حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.. سلام يعيد كامل حقوق الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على التراب الوطني الفلسطيني، لتعيش بأمن وسلام جنباً إلى جنب مع إسرائيل، على أساس حل الدولتين.
أما الانتهاكات والاعتداءات في القدس والضفة الغربية، ومصادرة الأراضي وبناء المستوطنات، فلن يجلب الأمن والسلام لإسرائيل، وسيبقي المنطقة في دوامة الصراعات والحروب التاريخية.
هذا وسيستمر الأردن في دوره التاريخي في حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس في إطار الوصاية الهاشمية التاريخية عليها.
أصحاب الفخامة والسمو
سيبقى الأردن عوناً وسنداً لأشقائه العرب.. ندعم سوريا الشقيقة، وأمنها واستقرارها ووحدتها وسيادتها وازدهارها وعودة أبنائها اللاجئين الطوعية؛ ليسهموا في بناء وطنهم وإعادة إعماره، أملنا أن نرى سوريا مزدهرةً قويةً مستقرة. كما نرحب بقرار الولايات المتحدة برفع العقوبات عنها، ونقف مع الأشقاء السوريين بكل إمكاناتنا في مسيرة إعادة البناء وفي مواجهة كل ما يهدد هذه المسيرة. فاستقرار سوريا ركيزة لاستقرار المنطقة. وسيبقى الأردن الجار السند والداعم لسوريا ولشعبها الشقيق وحقه في العيش الكريم الآمن بعد سنوات من الدمار والحرب والمعاناة.
كما نؤكد وقوفنا مع الأشقاء في لبنان، ودعم جهودهم للحفاظ على سيادة وطنهم وتحقيق الاستقرار وتفعيل مؤسسات الدولة.
أصحاب الفخامة والسمو،
ختاماً، يجب أن تتكاتف كل جهودنا لحل ما نواحهه في المنطقة من أزمات، لإنهاء الأزمة اليمنية وفق المرجعيات المعتمدة، وإسناد العملية السياسية المستهدفة التوصل لحل وطني للأزمة في ليبيا، ولضمان استعادة السودان الشقيق سلمه الأهلي.
ولا بد أن تحظى الأجيال القادمة بمستقبل واعد.. مستقبل مزدهر آمن. وسنستمر بالعمل من أجل تحقيقه، رغم كل التحديات، وهذا عهدنا لشعوبنا وحقهم علينا.
أكرر تقديرنا للعراق الشقيق لاستضافة هذه القمة وحسن التنظيم، ونتمنى له المزيد من النجاح في تحقيق التنمية والتقدم وتلبية طموحات شعبه الشقيق.