الأردن يحتفل باستقلاله الـ79: فخر بالإنجازات وتمسّك بالهوية

المتقاعدون والاقتصاديون يشيدون بمسيرة الدولة وصمودها

هلا أخبار – خاص – في أجواء من الفخر الوطني والاعتزاز بالمنجزات، بثت إذاعة “جيش إف إم” سلسلة من المقابلات الخاصة بمناسبة الذكرى التاسعة والسبعين لاستقلال المملكة الأردنية الهاشمية، استعرض خلالها مسؤولون وشخصيات وطنية بارزة محطات مفصلية من مسيرة الدولة، وأكدوا على مكانة المتقاعدين العسكريين كركن أساسي في بنيان الوطن.

 

اللواء الركن المتقاعد عدنان الرقاد: الاستقلال “نبض ووجدان” للمتقاعدين العسكريين

 

أكد اللواء الركن المتقاعد عدنان أحمد الرقاد، مدير عام المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء، أن الاستقلال بالنسبة للمتقاعدين العسكريين ليس مجرد ذكرى سنوية، بل هو “نبض ووجدان ومعنى للوجود”.

وقال الرقاد خلال مداخلته إن تضحيات المتقاعدين كانت أساسًا للاستقلال، مضيفًا:

“نحن نعيش الاستقلال كل يوم في ولائنا والتزامنا، ولو تقاعدنا عن السلاح، فإننا لم ولن نتقاعد عن الانتماء والواجب”.

وأشار إلى الرعاية الخاصة التي يوليها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين للمتقاعدين، من خلال اللقاءات المتواصلة والتوجيهات الملكية بإنشاء مرافق تليق بخدمتهم، مؤكدًا أن “المتقاعدين باقون في خندق الدفاع عن الوطن”.

وأشاد الرقاد بتطور المؤسسة العسكرية في عهد جلالة الملك، موضحًا أن القوات المسلحة أصبحت “نموذجًا يُحتذى به في التنظيم والتسليح والاحترافية”، فيما وصف الأجهزة الأمنية بأنها “العين التي لا تغفو، والسدّ المنيع الذي يحمي الوطن من الأزمات والمخاطر”.

وأكد أن الأردن بقيادته الواعية استطاع الحفاظ على أمنه واستقراره رغم التحديات الإقليمية، معتبرًا ذلك “ثمرة من ثمار القيادة الهاشمية الحكيمة التي تضع الإنسان الأردني في صدارة الأولويات”.

 

د. خالد الكلالدة: أكثر من مئة عام من التحديات والإنجازات

 

وفي مقابلة أخرى، استعرض الدكتور خالد الكلالدة، رئيس لجنة الحريات وحقوق المواطنين في مجلس الأعيان، أبرز المحطات المفصلية التي مرّت بها الدولة الأردنية منذ تأسيسها، مؤكدًا أن الاستقلال لم يكن لحظة عابرة، بل تتويج لمسار طويل من النضال وبناء الدولة.

وقال الكلالدة: “الأردن ليس وليد الأمس، بل جذوره ضاربة في عمق التاريخ الإنساني منذ آلاف السنين، واستطاع أن يبني دولته الحديثة رغم شح الموارد وكثرة التحديات”.

وأضاف أن الأردن شكّل نموذجًا فريدًا في السياسة والدبلوماسية، بدءًا من تعريب قيادة الجيش، ووصولًا إلى إرساء دستور عصري، مشددًا على أن “الاستقلال هو نتيجة وعي شعبي وقيادة هاشمية مستنيرة آمنت بالإنسان الأردني”.

 

رسائل وطنية موحدة: “الأردن عصيّ على الانكسار

 

وفي سلسلة المقابلات، توحّدت الرسائل الوطنية حول معاني الولاء والانتماء والاعتزاز بالهوية الأردنية. فقد عبّر المتحدثون عن فخرهم بالقيادة الهاشمية، واستعرضوا دورها في تعزيز صمود الأردن في وجه التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية.

كما دعوا الأردنيين إلى التمسك بالإرث الوطني والوقوف صفًا واحدًا خلف القيادة، لمواصلة البناء والإنجاز، حيث قال الرقاد: “كونوا كما أرادكم الهاشميون: موحَّدين، محتَفين بماضيكم، واثقين بحاضركم، طامحين بمستقبل مشرق”.

وما بين بين صوت المتقاعدين المخلصين، وحنين الدولة إلى أيام البناء والتأسيس، ورؤية الحكماء في غرف القرار، تجدد الأردن في عيد استقلاله التاسع والسبعين، وطنًا عصيًّا على الانكسار، ثابتًا على المبادئ، شامخًا بقيادته وأبنائه.

 

 

الحلايقة: الاقتصاد الأردني أنجز الكثير رغم شح الموارد والأزمات

 

من جهته، أكد نائب رئيس الوزراء الأسبق والخبير الاقتصادي الدكتور محمد الحلايقة أن الأردن حقق إنجازات اقتصادية كبيرة خلال مسيرته رغم محدودية الموارد وتحديات الجغرافيا السياسية المحيطة. وقال إن الأردن “خاض رحلة طويلة ما زالت تواجه التحديات، أبرزها قلة الموارد الطبيعية، لكن استطاع أن يعوّض ذلك برأس مال بشري مؤهل”.

“رغم افتقارنا إلى مصادر الطاقة والمياه، تمكّنا من بناء قاعدة صناعية مهمة تُصدر اليوم لأكثر من 125 دولة، وتُشغّل أكثر من 250 ألف عامل، وتحقق صادرات تتجاوز 7.5 مليار دولار”.

وشدد على أن الاستثمار في التعليم والموارد البشرية كان ركيزة أساسية في دعم القطاعات الإنتاجية، مشيرًا إلى أن الأردن تميّز في صناعة الأدوية، وحقق نهضة كبيرة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خلال عهد الملك عبدالله الثاني.

وتابع: “بدأ قطاع الاتصالات يصدر نحو 400 مليون دولار سنويًا، والعديد من خريجي هذا القطاع يعملون بمواقع مرموقة في دول عربية، مما ساهم في إدخال التكنولوجيا إلى التعليم والخدمات والمدفوعات”.

وأشار الحلايقة إلى أن الأردن دخل اليوم مرحلة جديدة من الاهتمام بـ الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، مضيفًا أن قطاع الخدمات أيضًا حافظ على تميّزه، لا سيما في التعليم والصحة، رغم الضغوط واللاجئين والتحديات السياسية.

وتحدّث عن دور الأردنيين في الخارج، معتبرًا تحويلات المغتربين “استثمارًا استراتيجيًا” توازي عائدات السياحة، وتسهم في دعم الاقتصاد الوطني، إضافة إلى استثماراتهم المباشرة.

كما أشار إلى التحوّل النوعي في تصدير الموارد الطبيعية، إذ انتقل الأردن من تصدير الفوسفات والبوتاس خامًا، إلى تصدير الأسمدة والمواد الكيماوية المصنعة ذات القيمة المضافة العالية، ما أسهم في زيادة العملات الأجنبية ورفع احتياطيات البنك المركزي.

وختم الحلايقة بالقول: “رغم التحديات في ملفي البطالة والمديونية، يجب أن ننظر للنصف المملوء من الكأس. الأردن أنجز الكثير في بيئة إقليمية صعبة، ووفّر الأمن والاستقرار، وهذا بحد ذاته إنجاز يُبنى عليه”.





الوسوم
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق