التكريم الملكي للعطار.. “وسام للصحافة” التي صمدت تحت النار
وسام الملك عبدالله الثاني للتميز من الدرجة الثانية لمراسل المملكة باسل العطار

هلا أخبار – محمد فريج – في ذكرى الاستقلال الـ 79، أنعم الملك عبدالله الثاني بوسام الملك عبدالله الثاني بن الحسين للتميز من الدرجة الثانية على الصحفي باسل العطار، مراسل قناة المملكة، تقديرا لدوره البارز في تغطية الحرب على غزة، وتوثيق الجهود الإنسانية الأردنية في القطاع على مدار عام ونصف، في واحدة من أصعب بيئات العمل الصحفي في العالم.
تكريم وصفه المتابعون لـ “تكريم للصحافة”، التي حمل باسل رسالتها طيلة ليالي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، من بين ركام الأبنية وصوت الغارات، واقفا بيده مايكروفون، وكرامته المهنية باليد الأخرى. ليس مجرد ناقل أخبار، بل شاهد عيان ومؤرخ يومي للدم والنار في غزة.
في عيد استقلال الأردن التاسع والسبعين، تلقى باسل وسام الملك عبدالله الثاني للتميز من الدرجة الثانية، وهو تكريم لم يكن لشخصه فقط، بل لمهنة الصحافة في ساحات الخطر، ولأصوات قررت ألا تصمت أمام الألم.
غادر عائلته من أولى أيام الحرب، انقطعت اتصالاته بهم لأيام طويلة، قضى لياليه في العراء أو بين أروقة المستشفيات بعد أن دمرت الغارات الإسرائيلية مكاتب الإعلام، ومع ذلك، لم ينقطع الصوت، ولم تغب الصورة، أنشأ هو وزملاؤه خياما للبث، وواصلوا عملهم في ظل غياب أبسط مقومات العمل الصحفي.
“كنا نبيت في العراء، ننتقل من مستشفى إلى آخر، نعمل بلا مكاتب، بلا كهرباء، بلا إنترنت، لكننا لم نفكر يومًا في التوقف”، يقول باسل.
حينما صعد باسل لاستلام وسامه الملكي، لم يكن يمثل نفسه فحسب. “هذا التكريم لكل الصحفيين الذين صمدوا تحت النار في غزة. زملائي هناك قالوا لي: شعرنا أننا جميعا تم تكريمنا”، يروي بفخر.
باسل لم يغفل في حديثه عن الدور الأردني الرسمي والشعبي في دعم الفلسطينيين، مشيرا إلى أن عمله قرب المستشفيات الميدانية وعمليات الإغاثة جعله شاهدا على حجم الجهد الأردني، مؤكدا أن الوسام يهديه لكل من شارك في هذا الواجب النبيل، من القوات المسلحة إلى الوفود الطبية والهيئة الخيرية الهاشمية.
العطار الذي وصل عمّان قبل التكريم بأسابيع، غادر غزة جسدا، لكن قلبه وصوته ما زالا هناك.
“نواصل التغطية من عمّان. هذا واجب لا يتوقف، وهذا الوسام هو مسؤولية إضافية للاستمرار”، يختم العطار الذي يؤكد أن الإرادة والرسالة كانت فوق كل الصعوبات، مستذكرا الدعم الأسري الذي ساعده على أداء مهماته.