«الميدان»، لـ«إنجاز ما لم ينجز»

عوني الداوود

ذكرتها مرارا وفي مقالات سابقة، بأنّ سرّ نجاح وتميّز حكومة الدكتور جعفر حسان، هو أنها حكومة ميدانية بامتياز، وعد رئيسها في ردّه على كتاب التكليف السامي وتعهّد أيضا في خطاب الثقة أمام مجلس النواب بأن تكون ساحة حكومته الميدان، وأن يكون برنامجها رؤى الإصلاح السياسي والاقتصادي والإداري، وتعهّد شخصيا بأن يقوم بزيارات وجولات، وأن يعقد جلسة مجلس الوزراء شهريا في محافظة من محافظات المملكة.. وكل ما وعد به الرئيس ينفذه على أرض الواقع، ولذلك نجحت هذه الحكومة بأن تحظى بأعلى نسبة رضا وثقة من قبل المواطنين في الاستبيان الأخير الذي أجراه «مركز الدراسات الاستراتيجية».

بالأمس، عقد مجلس الوزراء جلسته في محافظة البلقاء، وهي المحافظة التاسعة على جدول الجلسات الشهرية للحكومة، وقد أكد رئيس الحكومة الدكتور جعفر حسّان بالأمس ما يعزّز منهجية عمل هذه الحكومة، ويبقي على تميزها ونجاحاتها بأن تكون قريبة من المواطنين وهمومهم.. واتضح ذلك جليا من خلال الرسائل التالية:

1 – تأكيد رئيس الحكومة على أن الزيارات الميدانية ليست زيارات مجاملةً بل لإنجاز ما لم ينجز.. وأنها تدل على أهمية التدخلات والإجراءات التي تتخذها الحكومة وأثرها المباشر على المواطن.

2 – تأكيد الرئيس على أن الأزمات لن تكون سببا أو حجّةً للحكومة لتعطيل عملها وتأدية واجبها وتقديم كل ما تستطيع لخدمة أبنائنا وبناتنا.

3 – التأكيد على أن «عجلة الحياة لن تتوقف بسبب الأزمات والمغامرات التي تزعزع أمن المنطقة واستقرارها».

4 – الأزمات لم توقف مسيرة هذا البلد وزادتنا قوة وتماسكا.

5 – الحكومة تواصل بكل إصرار ومثابرة تنفيذ الخطط والبرامج واتخاذ كل ما يلزم للتخفيف من آثار وتداعيات الظروف الراهنة على مختلف القطاعات.

6 – جلسات مجلس الوزراء في المحافظات نهج مؤسسي ثابت لهذه الحكومة من أجل وضع رؤية تنموية لكل محافظة بالشراكة مع المجالس المنتخبة والممثلة من أجل تحديد الأولويات للبرامج والمشاريع التي تحتاجها كل محافظة وفي مختلف القطاعات.

كل ما تقدم هي تأكيدات يتم التركيز عليها بما يعزّز منهجية هذه الحكومة وطريقة عملها، ومما يزيد من أثر هذه التأكيدات أنها تتم في الميدان وفي كل محافظة، وأمام جميع بنات وأبناء كل محافظة،.. وقد يسبقها أو يتلوها عدة زيارات لرئيس الوزراء والوزراء المعنيين للتأكد مباشرة من احتياجات كل محافظة ثم تنفيذ القرارات، وهذه المنهجية والآلية في طريقة عمل الحكومة لم تكن أبدا بهذه الطريقة التي تبدو عليها مع هذه الحكومة التي لم تكمل عامها الأول، لكنها نجحت بالفعل بإنجاز ما لم ينجز من قبل، وهذا ما يريده المواطن وهذا ما بات يلمسه من سرعة في التنفيذ والإنجاز وتحسين في الخدمات.

ما لا يلمسه المواطن – وبحسب ما لديّ من معلومات – أن هناك محاسبة تمت (قد لا يعلن عنها في الإعلام) لمقصّرين ومعطّلين، الذين لا يقومون بواجباتهم تجاه الوطن والمواطنين وهذه المحاسبة ليست قاصرة على موظفين بل ومسؤولين أيضا.

ما يعزّز من نجاحات الزيارات الميدانية وعقد جلسات مجلس الوزراء في المحافظات أنها تخدم جميع أطراف المعادلة:

1 – فهي تخدم (الحكومة) من خلال المضي قدما بتنفيذ برنامجها التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي، والوقوف على «التغذية الراجعة» لقراراتها أولا بأول، والوقوف على أولويات كل محافظة، وترجمة ذلك في موازنة 2026.

2 – تخدم (المحافظات) بمجالسها وبلدياتها وكافة الجهات المسؤولة فيها، رسمية كانت أم أهلية، بالتواصل المباشر مع الحكومة وطرح المعوقات والاستماع إلى ردود عملية مباشرة مع الحكومة تتجاوز كل أشكال البيروقراطية.

3 – تخدم (المواطن) المستفيد الأكبر – وهذا حقه – من خلال تحسين الخدمات المقدّمة إليه، وطرح مشاريع تنموية في المحافظات تخلق فرص عمل لأبناء وبنات كل محافظة.

*باختصار: لطالما وجّه جلالة الملك عبدالله الثاني الحكومات المتعاقبة للنزول إلى الميدان والتواصل مع المواطنين.. وحكومة الدكتور جعفر حسان تفعل ذلك، وهي ماضية بتنفيذ ما تقوله للقيام بدورها ضمن نهج مؤسسي ثابت وضمن ما هو متاح من موارد، وفي إطار زمني واضح تلتزم به الحكومة، وتتم مساءلتها من خلاله.

 

 

الدستور





زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق